في التصريح الذي نشرته الجزيرة في عدد يوم أمس الأربعاء للدكتور فهد التويجري، مدير مكتب الدعوة، والإرشاد، وتوعية الجاليات بحي النسيم في مدينة الرياض، عن الخطة الإرشادية المنوطة بدعوة الجاليات للإسلام، والتصحيح للعقيدة فيهم، وتدريبهم على تعاليمه، وتنفيذ أركانه، والتعريف به دينا خالصا له تعالى، لا يُفرَّق فيه بين لسان، وآخر، يجتمع المسلمون به على قلب رجل واحد، يتجه لخالقه وحده تعالى بعلم، ويعمل لدنياه وآخرته بحب، من غير ما يطغى عليه في الخروج عن نهجه، وحدوده..، سواء بجهل، أو بغفلة.. أو تهاون..
هذا التصريح، وردت فيه أرقام مهمة، لأعداد من خضع من أفراد الجاليات للانخراط التطبيقي للبرامج التي أعدها المكتب ونفذها، في العام الذي مضى 1432، من حيث تلقي الدعوة، والإرشاد، وحضور الحلقات التعليمية، والقيام بالعمرة، والحج، ودراسة القرآن، وتعلم تعاليم الصلاة، وشروط العبادة، والاستفادة من مطبوعات إدارات الدعوة، والإرشاد باللغات المختلفة.. وحدود المسلم ما قبل، وما بعد إسلامه من الناحية الشرعية في المعاملات، والسلوك.
وهذه الأرقام تنم عن أن العمل الجاد، والمخلص الصادق لوجه الله، واحتواء المسلم الذي نشأ على ضعف، وقصور في معارفه الدينية، وتكوينه العقدي، أو ذلك الذي لم يجد من يدعوه دعوة واضحة، وواعية، من قبل مختصين، دارسين، على بصيرة بالشأن الإيماني، والفقهي، والعقدي، إنما وجدهم في مكاتب الدعوة والإرشاد لدين الله هنا في دولة الإسلام الأولى، ولعبادته على بصيرة،..
حيث هيأوا لهم أن تحتضنهم بلاد الحرمين، وتقدم لهم ما هو من صميم واجبات وجود المسلم الداعية، في مجموعة من الناس، لم يصلهم الإسلام كما يجب، أو وصلهم باهتا غير واضح .. والمتابع لأنشطة مكاتب الدعوة والإرشاد في مناطق، وأحياء مدن المملكة، وأعداد المستفيدين، والمستفيدات من الجاليات بكل لسان، إنما يشعر بكثير من الاطمئنان للدور الذي تقوم به، حيث توفر مع العلم، العنصر البشري الناطق بالألسنة المختلفة.. ووسائل التمكين، والتيقين، والثبات بإذن الله تعالى.
ولي بتجربة سابقة مع مكتب الدعوة، والإرشاد للجاليات بحي الربوة بمدينة الرياض، وقفت فيها على خطوات تمكين بعض النساء من عقيدتهن، وإشهار إسلامهن، بحيث تذكرت كيف يستقر الإيمان قويا ناهضا بالروح، حين تكون النفس على جهالة، أو ضلالة، فتشع أنوار الهدى في الصدر.. وتضفى على الروح والسلوك.. كانوا في المكتب ذلك على بينة، وحرص، ووعي بالرسالة، وقدرة على الإيضاح والترغيب.. ربما تحتاج هذه الجهود لمزيد إضاء، ومزيد دعم، وإمداد بالعناصر المختصة، والتعاون في الترجمة، ودعم المطبوعات، وبرامج أنشطتها، ذلك العمل الذي يتمم رسالتها. بارك الله فيها، وفيمن يعمل بها،.. وزادهم بسطة في القوة على النية، والإيمان، والصبر، والاحتساب، والتوفيق.