في معقل التعليم، والتنشئة، والتوجيه، في المدارس بوتقات كل ذلك من بناء الشخصية، والسلوك، وتوطيد دعامات الأخلاق، وتوجيه القدرات، وتنمية المهارات، وإرشادها، أشارت جريدة (الجزيرة) في صفحتها الأخيرة إلى أن إدارة تعليم الرياض قد رصدت (عدداً من المظاهر السلوكية التي يستخدمها المراهقون في المدارس)..
وحددت تلك المظاهر في ظاهرة انتشار: (الكتابة على جدران المدارس لعبارات خادشة للحياء مذيلة بأرقام خاصة بأجهزة البلاك بيري أو ما يتعارف عليه بـ»BB»)...
وختم الخبر كما ابتدأ بأن إدارة التعليم قد نبهت إدارات المدارس, إلى متابعة هذه الظاهرة، والتصدي لها كما جاء في الخبر: (وفقاً لتعميم أصدره مدير عام التربية والتعليم د.إبراهيم المسند برصد تلك الظواهر داخل المدرسة، وعلى أسوارها الخارجية وتطبيق لائحة السلوك والمواظبة على الفاعلين إن كانوا ضمن طلاب المدرسة أو تحرير محضر بذلك والرفع به إلى مركز الشرطة التابعة للحي ونسخة للمساعد للشئون التعليمية لإخلاء مسؤلية إدارة المدرسة من تبعات تلك التصرفات الخاطئة)..
ومثل هذه الظاهرة في ضوء كل متحولات السلوك العام في المجتمع تعتبر نتيجة متوقعة، في مقابل آخر وهو عدم وجود الرقيب الموجه, والباني في البيت، والمدرسة، ومن ثم بين سكان الأحياء، بحيث تتشكل الضوابط الذاتية لدى هذا الرعيل من مقتبلي العمر الذين أفاقوا على أجهزة بين أيديهم، يتباهى جلُّ الآباء بتوفيرها لهم، ظنا منهم بأنه نوع من إثبات القدرة المادية من جهة، ومن جهة أخرى لمراعاة مشاعر أبنائهم, ليكونوا على ما يكون عليه نظراؤهم، ممن يوفر لهم آباؤهم بيسر هذه الأجهزة،..
والمتمعن في انتشار أي ظاهرة سالبة في سلوك المراهقين، سواء داخل المدارس، أو خارجها ,عليه العودة لجذور أسبابها، والشخوص الذين يمكن أن تعود إليهم المسؤولية الأولى عن سلوكهم، ومن ثم قبل العقوبات التي تصل إلى الشرطة لابد أن يتم احتواء هؤلاء المراهقين، في برامج توعية في المدارس ذاتها، سواء في حلقات توجيه، أو محاضرات ثقافية تعليمية تربوية، أو في برامج تعديل سلوك، وتأسيس مفاهيم وقيم،..
بمعنى أن تعمل المدارس بجدية لتأسيس برامج خاصة بمكافحة نتائج التحولات, والاستقطابات التي شملت المجتمع قاطبة، بعد انفتاحه التجاري, وتعامله مع المستهلك العام بإغراق، وأول تلك, هي وسائل الاتصال من هواتف ذكية, ومواقع شبكات عنكبوتية، وتواصل اجتماعي..
إن ظاهرة الكتابة على الجدر ليست حديثة، لكن مضامينها تغيرت، وهي مادة خصبة لابتكارات تربوية تخص وتتوجه مباشرة للتربية، وتوجيه السلوك الفردي والعام، وحفز القيم،..
ولتكن العقوبات آخر مشرط في نسيج مخلفات عدم التوازن، بين الممكن، ونتائج استهلاكه غير الواعي.
ربما تجدي كثيرا البرامج التعاونية بين إدارات التعليم ومدارسها في الأحياء، وبين مجالس الأحياء حين يتحول الساعد في التربية عضدا تشده أعضداد أخرى..
فهل تطبيق لائحة العقوبات، هو آخر مشرط لدى وزارة التربية، والتعليم..؟