يحدث وفي هذه الأيام أن يقول لك الوزير أو أي مسؤول بعد أن يشرح على خطابك احتفظ بصورة من الخطاب قبل أن تسلمه للوكيل أو يحيله السكرتير للاتصالات الإدارية، وهذا ليس ضربا من الخيال بل واقعا ملموسا رغم أننا نعيش في زمن التعاملات الإلكترونية والتي أكدت عليها الدولة ودفع لهذا العرض الملايين.. هذا الوزير يتعامل بواقعية ومنسجم مع نفسه و يعرف جيدا أن المعاملات إذا دخلت مكتب نائبه والوكلاء والمساعدين أنها ستدخل نفقا مظلما وأن دهاليز وزارته متاهات لانهايات لها لذا يتعامل بواقعية ويطلب من المراجع أن يحتفظ بصورة من المعاملة لتتمكن الإدارات التنفيذية من البناء على الصورة وتستكمل الإجراءات.
وزارة التعليم العالي يوم الأحد الماضي قررت أن تخوض تحديا جديدا وتعلن أنها تخلصت من الأوراق ولغة وثقافة: المرفقات, وبطيه ,ومع الأساس، وتجدون برفقه, ومرفق أصل المعاملة، وصورة مع التحية وغيرها, من عبارات المكاتبات الورقية والتي تعود لبداية تأسيس العمل الإداري بالمملكة من ذاكرة الستينات الميلادية والثمانينات الهجرية، عندما كان الخطاب يشرح الحال ويجزل السلام والتحايا.. قررت وزارة التعليم العالي وبتحدٍ مع نفسها أن توقف المكاتبات الورقية والمراجعات الحضورية والتعقيب المباشر في جميع ملحقياتها الثقافية حول العالم وعددها (32) ملحقية لخدمة أكثر من (130) طالباً وطالبة في جامعات العالم لخدمتهم دون الحاجة لأن يقطع الطالب دراسته ويتغيب أو يتنقل بين المدن والولايات لمتابعة شؤونه الطلابية والمالية والإدارية وذلك عبر منظومة سفير السحابية التي أطلق خدمتها صباح الأحد الماضي وزير التعليم العالي.. هذا التحدي ينطلق من أن بعض الجهات فشلت أن تتواصل مع إداراتها إلكترونيا وتقنيا وهي في حيز جغرافي واحد وتكاد تكون في مبنى واحد.. وهناك إدارات حكومية فشلت في الرابط مع طرفياتها في مدينة واحدة بل هناك مستشفيات فشلت في التواصل والربط مع عياداتها وإدارات تعليم فشلت في الربط مع مدارسها والباب مفتوح للنماذج التي عجزت عن الربط الإلكتروني, لذا يعتبر تحديا صعبا لوزارة التعليم العالي هذا الربط الدولي مع (32) ملحقية في أنحاء العالم لتقديم خدمة دراسية ومالية وإدارية ومجتمعية لأكثر من (130) ألف مبتعث ومبتعثة.. لكن مايجعلنا أكثر تفاؤلا أن وزارة التعليم العالي والجامعات هي بيت خبرة للمهن والتخصصات فالجامعات السعودية تضم العديد من أقسام وتخصصات وكليات الحاسب الآلي والإدارة وهذا يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها في البدء في تحول وزارة التعليم العالي والجامعات السعودية إلى التعاملات الإلكترونية وتحقق أهداف الدولة في الحكومة والتعاملات الإلكترونية.. ومنظومة سفير هي باكورة الإدارة الإلكترونية ونحن في انتظار قادم الأيام للتأكد من نجاح هذه الخطوة التي يرى مخططوها أن تكون الخطوة الصحيحة باتجاه التحول إلى التعاملات الإلكترونية.
يتبع
a4536161@hotmail.com