تفاءل الكثير مـــن الناس منذ أن بدأت هيئة مكافحة الفساد مزاولة نشاطها ومع مرور الوقت ارتفع سقف التوقعات مما يجب عليها أن تؤديه، وأصبح اسمها على صفحات الجرائد شبه يومي، من خلال الأخبار أو النشاطات أو المطالب والتوقعات.
وكل ما سبق يؤكد أن الناس تشد من أزر هذه الهيئة، وتترقب منها دوراً فعالاً في الحد ولا أقول القضاء على بعض مظاهر الفساد التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، وهو الذي دفع ولي الأمر حفظه الله إلى تكوينها والإسراع في تفعيل دورها.
إن ما ينتظر أن تعالجه هذه الهيئة واسع جداً وتتبع مظاهره شاق وصعب لأن الفساد أشكال وألوان والانغماس فيه مغر لضعاف النفوس، فهناك الفساد الإداري وهناك الفساد المالي وهناك الفساد الأخلاقي، وهناك أيضاً الفساد العلمي وهو مظهر قد لا يكون واضحاً للهيئة لأن مرتكبيه يتخفون وراء ألقاب ويتوارون خلف حجب يصعب اختراقها، وإن كان هذا الفساد وأقصد العلمي، هو أخطر الأنواع لأنه يؤثر ويدمر التعليم فمن خلاله يتسلق أشخاص لا علاقة لهم بالعلم تحصلوا على درجات أو رتب علمية بجهد غيرهم، ومن ثم قد لا يشعرون أن مثل هذا السلوك ضار وفاسد فيشيعونه وينشرونه، ولا يحسنون أداء ما يناط بهم من عمل علمي لأنهم غير مؤهلين لذلك أصلاً.
لعل هيئة مكافحة الساد تضع في اعتبارها مراقبة الفساد العلمي وتضع معياراً لمقاومة ومجازاة مرتكبيه كما هو حال من تحاسبهم من مرتكبي الفساد الإداري والفساد المالي.