دهشت لوجود حراك رسمي للاستفادة من اللاعبين غير السعوديين المولودين في المملكة.. وذلك لأن هذا التوجه سلاح ذو حدين.. فيجدر بنا أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى في هذا الصدد.. رغم تحفظنا على بعض الممارسات لبعض الدول ضد المواليد وعدم إقرارها.. إنما الأمر برمته أمر سيادي لكل دولة على حده.. ومواليد المملكة هم أبناؤنا والنظام قد كفل حقوقهم وأيضا حدد واجباتهم.. وقد صدر مؤخرا عن مقام وزارة الداخلية السعودية النظام الجديد للتجنيس ويجب ألا تتخطاه أي جهة أخرى كانت إلا بالرجوع للنظام أولاً وأخيراً.

وباستعراض سريع لبعض الدول التي سبقتنا في هذا الصدد لنرى آثار التجربة قبل خوضها.. فنجد أن الكرة الفرنسية -مثلاً- عانت الأمرين في سبيل تحقيقها لكأس العالم الذي استعصى على جيل بلاتيني وما قبله وما بعده.. حتى رضخت فرنسا لخيار التجنيس سواء من مواليد فرنسا أو من المهاجرين الجدد لفرنسا وكان هناك معارضون بشدة لهذا التوجه بمن فيهم الرئيس جاك شيراك الذي عبر عن سعادته على أن أحد الأهداف الثلاثة التي حققت لهم كأس العالم في النهائي أمام البرازيل كانت بقدم لاعب فرنسي الأصل.. وأيضا رفضه مصافحة اللاعبين الأفارقة المجنسين بمن فيهم الجزائري الأصل زين الدين زيدان -رغم أن والدته فرنسية- عند استقبال أبطال كأس العالم 1998.

رئيس فرنسا -آنذاك- جاك شيراك وبعض مستشاريه كأنهم استشرفوا المستقبل للاعبين المجنسين.. فلم يمض طويل وقت إلا ويعلن بعض هؤلاء المجنسين عصيانهم في مونديال جنوب إفريقيا وخذلوا المنتخب الفرنسي وبحماية القانون الفرنسي نفسه.. حيث أصبحوا مواطنين فرنسيين وعندما أبطرتهم ملايين كرة القدم أصبح ولاؤهم لليورو وليس للجمهورية الفرنسية.

ألمانيا بدورها بدأت تتخلى عن (الدماء الزرقاء النقية) وأصبحوا يبحثون في مواليد المهاجرين ولكن بحذر شديد.. فجنسوا لاعبا تونسيا وآخر تركيا وثالثا إفريقيا.. وأصبحوا يتعاملون مع هذا الأمر بريبة كبيرة.. فلم يقدموا عليه ويفتحون له الأبواب.. ولم يغلقوا الأبواب نهائيا.. بل تركوا الأبواب مواربةً رغم اعتراضات إدارة الهجرة لديهم على التجنيس برمته.

أشقاؤنا في قطر سبقوا كل دول الخليج في تجنيس الرياضيين بما فيهم لاعبي كرة القدم.. وإنما معلوماتي التي استقيتها من رياضي قطري أكد أن معظم من يلعبون مع المنتخبات القطرية من الأجانب يحصلون على جواز سفر قطري فقط.. في حين لا تمنح الجنسية القطرية الغالية والثمينة (حسب تعبيره) إلا بعد سنوات من التأكد من سيرة اللاعب.

نحن في المملكة لا نقر (عنصرية) بعض الأوربيين.. وأيضا يجب ألا نكون (مغفلين) في هذا الجانب.. ويجب تمحيص موضوع الاستفادة من المواليد.. لأن هناك الكثير من المحاذير نحو هذا الأمر.. ليس من اللائق استعراضها هنا.. والجنسية السعودية ليست رخيصة حتى توهب دون وجه حق ودون تمحيص وبحث عن طلابها.. إنما أرى الاستفادة أولا من المواليد في الألعاب المختلفة وخاصة ألعاب القوى وهي -أم الألعاب- التي تدر ذهبا نقيا على رياضتنا.. وبذلك سيكون هناك حراكاً قوياً من المواليد للالتحاق بالألعاب المختلفة.. وبالتالي سوف تنتعش هذه الألعاب.. وستكون لدينا دوريات قوية في ألعاب الطائرة والسلة واليد وأهمها ألعاب القوى.. وباقي الألعاب.. ونرى أثر التجربة وانعكاسها بدلا من الاستعجال ومن ثم الندم على اللبن المسكوب.. وقد يسأل سائل لماذا نقبلهم في الألعاب المختلفة ونتحفظ عليهم في كرة القدم؟.. والإجابة بسيطة أن من يفسد اللاعبين المجنسين عن ولائهم هو المال ولا غيره فهم بالمال يبطرون.. والمال لا يوجد في غير كرة القدم.

وللتوضيح أكثر هناك من اللاعبين غير الأوربيين الذين يلعبون في أوربا.. يتهمهم أبناء جلدتهم ومسئولي بلادهم على ضعف عطائهم مع المنتخب.. بل وصل النقد لهم بأنهم أصبحوا يتجاهلون ترديد الأناشيد الوطنية قبل بدء المباراة!!

أمّا إذا كان هناك توجه للاستفادة من هذه الفئة في كرة القدم.. فليكن بحالات محدودة وفي أضيق الحدود.. كأن يسمح لثلاثة لاعبين في الناشئين.. ولاعبان في الشباب.. ولاعب واحد فقط في دوري تحت واحد وعشرين وهو كأس الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-. ليس أكثر.. فلا يحك جلدك مثل ظفرك.

الشرف التاريخي الكبير!!

يأتي تأهل الزعيم وفارس الدهناء للمباراة الختامية لكأس ولي العهد -حفظه الله- كحدث تاريخي مجيد.. فهذه الكأس تكتسب أهمية خاصة.. وشرف استثنائي لا يتكرر لكونها الكأس الأولى في عهد صاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز -حفظه المولى- ولياً للعهد ونائب رئيس مجلس الوزراء.. وتشرف الفريقين وإدارتهما بالسلام على سموه الكريم.. لهو الشرف العظيم الذي يجوب ويتسامى في آفاق كبيرة ومشرّفة ومشرقة ومفعمة ببريق المجد والعلياء والأمل والفضيلة.. وسبحان المولى الذي اصطفى أفضل فريقين يقدمان كرة قدم جماعية وجميلة وممتعة.. بل وبعيدة عن التوتر والاعتراضات والخشونة والتمثيل.. فلكل مقام مقال.. لينهلا من الشرف والتشريف بحضور نايف الوطن الأشم.. وبصمة التاريخ التي لا تمحى ولا تصادر ستكتب في سفر التاريخ هذا المجد الكبير.. أما إلى أين الكأس الثمينة ستذهب؟!.. فأنا كمحايد يهمني الاستمتاع باللقاء الاستثنائي.. وبالجماهير السبعينة التي ستملأ أرجاء إستاد الفهد -رحمه الله-.. لتعود فضيلة الأخيار بلسما يملأ النفوس طيبة وفضيلة وكؤوس وبطولات.. وبالله التوفيق.

نبضات!!

- للمرة العاشرة أؤكد أن مستوى فريقي الاتحاد والشباب انحدر كثيراً.. فالاتحاد دارت عليه الدوائر.. بينما فريق الشباب نزل مستواه هذا الموسم.. وأصبح جمهوره في حيرة من أمره.. ففي وقت إشراف المدرب الأرجنتيني أنزو هوكتر كان فريقا لا يجارى.. بينما تراجع كثيرا بعد تسريح هوكتر.. إلى الحد الذي أصبح فريقا متعبا وعاديا تحت إشراف المدرب البلجيكي ميشيل برودوم.. حتى أنه في مباراة الأهلي وضح الفرق اللياقي الكبير بين لاعبي فريقي الشباب والأهلي بشكل صارخ!!

- من حظ الزعيم عدم نجاح صفقة اللاعب ياسر الشهراني.. فقد كان سيغيب على الهلال والمنتخب الظاهرة سلطان البيشي الذي أراهن على أفضليته عن ياسر الشهراني وبمراحل !!

- مدرب الأهلي التشيكي السيد جاروليم يقود الأهلي بدهاء ومكر كبير.. حتى أن البعض أطلق عليه لقب ثعلب المدربين.. ولا يزاحمه سوى الظاهرة والأسطورة الحقيقية في الكرة السعودية سامي الجابر!!

- اللاعب النصراوي خالد عزيز أثنى على فريق النصر وأكد أنه لو علم بالأمر لالتحق بالنصر منذ البداية حيث إن مشاركاته في البطولات (غير دوري زين) محدودة.. وإذا اشترك فإنه (ينام في الطراوة بدري) بعد أول أو ثاني مباراة له في البطولة !!

- نبضة لأبي فراس الحمداني يناجي الله عز وجل:

ليتك تحلو والحياة مريرة

وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر

وبيني وبين العالمين خراب

إذا صحّ منك الود فالكل هين

وكل الذي فوق التراب ترابُ