تابعنا في مباراة الأهلي والاتفاق الماضية تحكيمًا رومانيًا لافتًا للانتباه.. مدرسة جديدة قدمها الحكم الروماني وطبقها على أرض الواقع، حيث أجبر اللاعبين على لعب كرة قدم حقيقية دون اللجوء للسقوط والوقوع مع أصغر احتكاك حتى وإن كان مستحقًا (ظاهريًا) بمعنى أن هناك بعض الأخطاء كان يمكن احتسابها لكن عدم قيام الحكم بذلك هو أن اللاعب أصلاً متهيئ للسقوط بحثًا عن الحصول على خطأ.. ولذلك فلم يطلق صافرته في المباراة سوى 19 مرة فقط (تقريبًا) وهذا رقم قياسي في احتساب الأخطاء لكنه كان درسًا رائعًا للحكام السعوديين.
فالأصل في اللعبة هو استمرار اللعب وعدم التوقف وتحمل اللاعبين للاحتكاكات والسقوط فقط عندما لا يستطيع الاستمرار بمعنى يسقط رغمًا عنه بفعل الاحتكاك.. هكذا هو التحكيم الذي نريده في كرتنا السعودية.. فقد مللنا الصافرات المرتعدة التي تنطلق بمناسبة وبدون مناسبة خوفًا من التأويلات والضغوط.
هذا الوضع التحكيمي طبعًا يسري على الاحتكاكات والصراع والتنافس على الكرة.. لكنه عند اللعب العنيف وإيذاء المنافس يكون صارمًا وحاسمًا بمعاقبة المخطئ.. وبذلك أسهم الحكم في تقديم مباراة سلسلة تحكيميًا ولم يجعل أحدًا يشعر بوجوده.. في الوقت الذي نجد فيه حكامنا يبحثون عن الأخطاء وإطلاق الصافرة كل دقيقة تقريبًا، بل إن بعضهم يوقف اللعب في حالات تستوجب منح الأفضلية وترك اللعب يستمر وكأنه دخل الملعب ليصفر ليس ليقود المباراة ومساعدة الفريقين على لعب كرة قدم.. وفي تصوري أن أهم عيوب حكامنا بعيدًا عن تقديم بعض الحالات المهمة كضربات الجزاء وغيرها هو عدم التفريق بين التنافس على الكرة والأخطاء.. حتى يخيل للمتابع أننا نتابع كرة سلة باحتساب الأخطاء من أي تلامس بين لاعبين..
ولذلك يجب على الأستاذ عمر المهنا أن يجعل هذه المباراة درسًا لحكامه في كيفية قيادة المباراة وعدم التدخل في مجرياتها دون داع والخضوع لتمثيل اللاعبين وصيحات الجماهير، فالحكم طرف ثالث دوره الأول هو المراقبة والمتابعة والتدخل عند الحاجة فقط وهذا أمر مهم جدًا؛ لأن بعض الحكام يريد أن يكون هو الجندي الذي يحرك وينظم مرور السيارات بدلاً من الإشراف على سير المباراة بشكل صحيح والتدخل عند الخطأ الصريح وعند إيذاء اللاعبين بعضهم بعضًا فمسألة عسف القانون والتدخل في كل اشتراك إساءة لكرتنا ولاعبينا بحيث لم يعودوا يفرقون بين البحث عن الكرة بقوة والحفاظ عليها بصلابة وبين الأخطاء الساذجة التي يحتسبها الحكام هنا وهناك!!
لمسات
* توج الاتفاقيون موسمهم الجيد بالوصول لأول بطولات الموسم نهائي كأس ولي العهد.. وبالتأكيد فالاتفاق يظل فريقًا قويًا قادرًا على تحقيق اللقب حتى وإن كان أمام الهلال وبين جماهيره.
***
استغرب جدًا من بعض الجماهير التي تفتقد للفهم الصحيح في كرة القدم والقدرة على التقييم بالحديث عن لاعب الهلال الكوري يوبيونج سو والمطالبة بتغييره وهو اللاعب الهداف الذي يقدم نفسه بشكل جيد ويؤدي تصاعديًا بعد منحه الفرصة مؤخرًا.. وللمعلومية فالكوري سو هداف من طراز عالٍ وهو أفضل من يلعب وفقًا لطريقة 4-5-1 بتحركاته المستمرة وجماعيته العالية.. وليعلم الجميع أن الهلال تعاقد مع هداف الدوري الكوري وليس فنان الدوري الكوري!!
***
أعتقد أن الاتحاد خرج أمام الهلال بنتيجة منطقية جدًا وفقًا لظروف المباراة وأحداثها.. فقد كان الهلال مؤهلاً لتسجيل نتيجة كبيرة.
***
عودة نجوم الهلال الغائبين ومحترفيه الأجانب تتطلب منهم بذل جهد مضاعف للحصول على مكان في التشكيلية بعد تألق النجوم الشباب وهذا بالتأكيد لمصلحة الزعيم.
***
مستوى الهلال بعد مغادرة دول أكبر رد على كل ما يردده عن أسباب فشله في تطوير مستوى الفريق وتقديم أداء مقنع في كل المباريات التي أشرف عليها.
