ذات يوم كان صحواً وبدا الجو عليلا
فخرجنا نحو بر نصطد الطير (النزيلا)(1)
ونزلنا بطن واد لفه الأثل ظليلا
فيه رمل فيه ماء ولذا صار أثيلا
طفق الأصحابُ بحثاً عن طيور لن (تطيلا)(2)
قلتُ: يا قوم اعذروني لستُ للصيد أميلا
اتركوني عند قدر أطبخ الأرز المكيلا
أصنع الشاي وأحشو جوف ذي الدلة هيلا
بعد ساعات ثلاث أعقبت قولاً وقيلا
رجع الأصحابُ ظهراً أمضوا الوقت الطويلا
لم يصيدوا غير خمس، فرأيناها قليلا
واتفقنا أن يكون اللحم للطير بديلا
فقصدنا بيت راع خيمة تبعد ميلا
واشتريناها عناقاً تشبه الريم الكحيلا
ودفعنا فيها خمسا ورقاً يبدو صقيلا
وحملناها فقلنا: صيدنا صار (كفيلا)(3)
فذبحنا وطبخنا ليس للطعم مثيلا
بعدها طل (طلال)(4) مستديراً وجميلا
سكب البدر جلالا جعل الوادي جليلا
فسهرنا وسمرنا ثم أعلنا الرحيلا
إنها رحلة صيد أثمرت وداً أصيلا
بين صحب ندماء كلهم كان خليلا
****
قصة واقعية
(1) الطيور التي تنزل على الأشجار.
(2) لن تطيل البقاء على الأغصان بل تنتقل من غصن إلى غصن وربما فرت هاربة.
(3) كفيل بأن يكفينا لأننا كثيرون.
(4) اسم من أسماء القمر.
- بريدة