كيف نكرِّم نصف قرن أو أكثر من العطاء والأداء والوفاء، كيف نكرِّم هذا النبيل العظيم الكريم، كيف نكرِّم الأب والأخ وصديق المواطن وملجأ الوافد والمقيم.
كيف نكرِّم من ينتصر للضعيف إذا (ضامه) الأقوياء..
أقول كيف نكرّمه، بل كيف.؟!
لو أعلن (عن تكريمه) وهذا ما يجب، فأي مساحة تستوعب الشعب السعودي الذي (لأغلب) أفراده حكاية خاصة معه، وأقول إن الرياض كلها تأتي، وتأتي بعدها كل المناطق التابعة لها، بل كل المناطق السعودية مهما بعدت ولسوف تشيد بمآثر ومواقف سلمان، ولسوف يسمع الوطن (أجمل وأندر) وأطرف الحكايات معه وعنه، تلك الحكايات التي قال لي سكرتيره الصديق الراحل عبد الله السلوم إنه سيجمعها في كتاب خاص لن (يستأذنه) بإصداره، قلت له آنذاك ولكنه - سيغضب- قال لي السلوم - رحمه الله- هذا تاريخ لا يملكه، إلا الوطن والأجيال اللاحقة، وباعتبارنا الشهود على العصر الذي عشناه ستحاسبنا ضمائرنا كشعراء أو كتَّاب إن لم نقل الحقيقة (إن سلمان هو إحدى الحقائق التي تمشي على الأرض في عصرنا الراهن).
***
حقيقة، لم أتشرَّف كثيراً برؤية سلمان منذ أن سافر مع أخيه الراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان - رحمه الله- وذلك لأسفاره وانشغاله الدائم، ولكن ما يغفر لي إزاء ذاتي أنني أحمل سلمان دائماً في القلب بلا أي نفاق أو مجاملة أو رياء وذلك لأنه بمثابة (أبي وأخي الكبير ورمزي الجميل والنبيل والأصيل في الحياة).
***
يبقى القول أخيراً - وعوداً على بدء- كيف نكرِّم سلمان، بل كيف يكرِّمه الناس العاديون، والبسطاء، كيف تكرّمه شوارع الرياض وأحياؤها، شارعاً شارعاً وحياً حياً، كيف تكرِّمه المنازل فيها، منزلاً منزلاً وعائلة عائلة، بل فرداً فرداً.
***
ذلك كله معقود على كل المؤسسات والجمعيات ذات النفع العام والوزارات والقطاع العام والخاص أيضاً وهذا هو أقل واجب لمن أعطانا الكثير.