من يطهر العالم..؟
ينزع فتائل أوبئته..
يخلصه من الفساد..
يعقمه من الأمراض..
يسيجه عن العدوى..
يغسله من الأدران..
يقضي على عفن ينتشر..
ينشله من هاويات تلتهم..
يزيح غلالات تكف بصره ..
يمزق أستاراً تغطي حقائقه..
يجعل الطفولة البريئة في أمان..
والشيخوخة في اطمئنان..
والشباب في سلامة وسلام..
من ينتشله من موبقات الأكاذيب..
ويبسط بين يديه دروباً واضحة..
من يجعله حفياً بطموحاته..
مطمئناً لأحلامه..
سعيداً بإنجازاته..
مقبلاً على حياته بنفس راضية, وعين بعيدة النظر.. وأمل متين الدعامات..
من يصلح العالم كله.. للإنسان المعاصر..؟
من يحد من تضخم الفقر, والجهل, والموت, والشر, والفساد, والعوز, والأمراض, والضلال؟
من يؤكّد صدق العمل لبناء أرض.., وعمار دربه.., وسلامة خطوته..؟
***
الصغير نام فرحاً بلعبته التي أهداها له والده..
رشاشاً بلاستيكياً تخيّل وهو يلعب به أنه جندي كما الجنود الذين يحاربون في لعبته الإلكترونية..
في الصباح استيقظ والداه على صراخه, فقد رأى نفسه في المنام مقتولاً برشاشه..!
***
إن لم يتطهر العالم من استغلال الأطفال في الحروب, والثورات, ولا يكونون ضحايا الفقر, والتشرّد, ولا تتصاعد أعدادهم في قوائم المنظمات العالمية الهادفة لحمايتهم من موبقات فساد التخطيط الصحي, والأمن الغذائي, والتعليم, وحمايتهم من فتك الموبقات.., فإن العالم كله يحتاج لإصلاح جذري..
***
فهل سوف ينعم الإنسان يوماً بعالم صحي يعيش فيه منتعشاً بنور, لا بلمعة سراب..؟