طبع متوارث وعمل دؤوب وقصة طويلة وتفقد لربوع الوطن لا ينقطع هكذا هم أمراؤنا لا يغيب عنهم هم أبناء الوطن وتفقد أحوالهم وتلمس حاجاتهم ولقد ورث الملك عبد العزيز «رحمه الله» أبناءً وأحفاد تخلقوا بخلقه وتمسكوا بعاداته الجميلة وبتصرفاته الحميدة مستنداً ومستندين على ما أوجبه الله عليهم نحو وطنهم وأمتهم ومن هم تحت رعايتهم ومسئوليتهم ومن هؤلاء الأحفاد نائب أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل وفقه الله أينما حل وارتحل فعلى الرغم من انشغاله الإداري وارتباطاته الرسمية إلا أنه يفرض على نفسه وعلى حساب راحته بين الفينة والأخرى أمر تفقد جزء من منطقة القصيم فتارة تجده بشمالها وأخرى في غربها وفجأة بين قراهها وهجرها ومجمعاتها فهنا يدشن مشروعا وهناك يفتتح آخر وتارة يضع حجر أساس لمشروع حيوي بل إن سموه يهتم بكل ما يهم ويصب في مصلحة المواطنين ويسعدهم وخطواته هذه المرة ستكون تفقدية لبلدة الشيحية فنعم الرجل أنت وأنعم بك من أمير تستحق منا كل تقدير وإجلال من الصغير قبل الكبير ومن الأمهات قبل الآباء ومن الأبناء والبنات .
لا شك بل من المؤكد أن أهالي الشيحية سيستقبلون سموه بقلوب مفعمة بالحب والولاء وسيستمع كعادته إلى مطالبهم ويسعى لتلبية احتياجاتهم ويسعى لتحقيق أمنياتهم بل إن سموه سيمنحهم توجيهات سديدة ويغمرهم بمشوراته المعتادة وبين هذا وذاك سيقوم ـ حفظه الله ـ برعاية ملتقى لجان التنمية الاجتماعية الأهلية بمنطقة القصيم وبرعاية المسابقة الإسلامية لسيرة خير البرية ومن ثم سيفتتح توسعة وترميم الجامع الكبير بالشيحية بحضور كثيف من أعيان أهل المحافظة وشبابها المقيمين فيها ومن هم خارجها من ساكني مدينة الرياض وغيرها وقد سبق لسموه أن افتتح مركز المرحومة هيله بنت إبراهيم العبودي التعليمي والاجتماعي بتلك البلدة بمعنى أن سموه عود أهل البلدة على مشاركته لهم أفراحهم والذي نعرفه عن سموه التواضع الجم (ومن تواضع لله رفعه) يتمتع بأخلاق دمثة ينصت للمتحدث ويجيب السائل ويسأل عن الحال يحب الجميع فتراه بمنزلة الأخ للكبير والأب للصغير والصديق للشباب لا يبخل بمشاركة الناس أفراحهم فيؤانسهم ولا يحجب نفسه من المشاركة بأحزانهم فيواسيهم ولهذا انطبع حبه في القلوب وسموه ذو ثقافة متعمقة في كل ميادين الحياة إذ هو كاتب بارع يكتب عن السياسة ولا غرابة كما في كتابه (التطور السياسي في المملكة والدبلوماسية والمراسم الإسلامية ) ويدون تاريخاً كما في كتاب (مختصر الدولة السعودية فيما بين 1175-1341هـ) ويتحدث عن الشريعة السمحاء ومضامينها كما في كتاب (الأمان الثاني وسر دوام النعم ) ومن أدبه يكتب في الأدب كما في كتابه (خير جليس) بل ويلقى محاضرات على مختلف الأصعدة وفى مختلف البنود دينية وأدبية ثقافية واجتماعية بمعنى أنه لا يكتفي بأن يكون أميراً ومن يتتبع مؤلفات سموه سيصنفه من عباقرة هذا الزمن أو أنه من تلاميذ بن خلدون وقد أبدع سموه وأجاد في كل فن وفقه الله تعالى (فعيني على سموه باردة) ولم أذكر ذلك مدحاً لسموه فهو غنى عن المديح وإنما لعله يتخذ مثالا يحتذي به البعض من الشباب فيشحذوا الهمم ويسيلوا الأقلام ويحركوا الأنامل على الورق لتتسع آفاقهم ويشاركوا في هذه النهضة العلمية المباركة وبهذه المناسبة الطيبة أقول إن بلدة الشيحية هي موطن زراعة القمح المشهور بجودته بخلاف الحبوب الأخرى وبلاد النخيل والتمور فنشأتها كانت في القرن الثاني عشر الهجري على يدي جد التواجر وجد الربيعان حيث كان بينهما نسب في بلدة الضلفه التي تبعد عن بلدة الشيحية بحواي ثمانية كم من الناحية الشمالية الشرقية .
فمرحباً بسموه الكريم بين أحفاد العقيلات وفوق أرض المياه والنخيل والتمور والحبوب مرحباً بسموه في بلدة عرفها رجال العقيلات بالشام والعراق ومصر قبل ثلاثة عقود من الزمن بالبصرة الصغرى لكثرة نخيلها.
ونود أن نطرح بين يدي سموه الكريم تطلع أهالي الشيحية بإنشاء مركز ومبنى للاحتفالات والمناسبات الرسمية وأن يحظى ذلك الطلب باهتمام ومتابعة سموه الكريم وتجاوز ما قد يعوق ذلك من عقبات.
وختاماً نرحب بمقدم سموه متمنين أن يتبع تلك الزيارة زيارات متوالية شاكرين ومتمنين له ذلك حفظ الله سموه وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام الله عـز الوطن.