سأكمل اليوم معكم سلسلة «النفخ» في القربة المخرومة، وسأختار اليوم تساؤلاً بحجم طموحاتكم وأحلامكم وآمالكم، عن السبب الذي ما زال قائماً لعدم وجود مدينة إعلامية سعودية في هذا الوقت.
من العجب العجاب أن تمتلك السعودية (أفراداً) أكبر إمبراطوريتين إعلاميتين في الوطن العربي لها تأثير واضح على مجريات الشارع العربي فيما تفضّل (مجبرة) على بث مادتها وتدير تحركاتها من عواصم عربية وخليجية.
مجموعة mbc تتقلّب يميناً ويساراً في منطقة إستراتيجية بدبي وبالتحديد في قلب مدينتها الإعلامية بينما أعلن منذ مدة أن المنامة تستعد لاحتضان قناة العرب التابعة لسمو الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز وكذلك مجموعة روتانا (القابضة) بعد أن تنافس على الترحيب بها عدة عواصم خليجية ليست الرياض من ضمنها بالتأكيد.
في مناسبة سابقة و في وقت سابق قال وزير الثقافة والإعلام: إن كل المعايير الإعلامية المثالية وجودتها ستكون في المدينة الإعلامية التي من المقرر أن تنشئها شركة إعمار المدينة الاقتصادية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ.
كما أن الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد وافقت سنة 2008 على الطلب المقدم لإنشاء مدينة إعلامية في العاصمة السعودية لتكون أول مدينة إعلامية في المملكة، و ستشمل مباني مكتبية واستوديوهات وأنشطة متعلقة بها في حي القيروان، أحد أحياء العاصمة السعودية.
كل ما سبق أعلاه جميل و رائع و مميز و (يخزي العين) حوله، لكنه ظل غائبا عن أرض الواقع و ما زلنا نضع أيدينا على خدودنا بانتظار تنفيذه، كما أن المسألة لا تحتاج إلى دراسة طويلة عريضة لجدواها الاقتصادية والسياسية ونحوها، ولو افترضنا أن لها آثاراً سلبية، فإن هذه الآثار لا تُشكِّل رقماً نسبياً مهماً أمام الإيجابيات.
أطلقوا لخيالكم العنان معي في فرص العمل التي قد تُتاح للكوادر السعودية في حال إقامة مدينة إعلامية سعودية (معتبرة)، وتخيّلوا كم عدد الذين سيلتحقون بالمؤسسات والهيئات التي سيكون لها مكاتب إقليمية هنا من كبار المؤسسات الإعلامية بالعالم، ألسنا محوراً مهماً في عالمنا؟
***
قبل الختام
حين يأتيكم رجلٌ يلبس لباس التقوى، ويقول قال الله وقال الرسول ثم تثبت الأدلة القطعية أنه (سارق).. فلا تصدقوه بعد اليوم ولا تحترموه.
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa