|
اطلعت على ما ذكره الشاعر ضامن العنزي عبر هذه الصفحة يوم الاثنين الماضي الموافق 29 صفر 1433هـ فيما يتعلق بالقنوات الفضائية الشعبية، وقد أصاب كبد الحقيقة برأيه، إلا أن الشاعر ضامن كان رحيماً معهم عندما قال (بعض) والصحيح أن يقول (الغالبية العظمى).. نعم، فأكثر القنوات الشعبية للأسف تفتقد لأبسط أبجديات العمل الإعلامي فضلاً عن غياب النقاط التي أثارها الشاعر ضامن، فلو تأملنا في برامج هذه القنوات فسنرى أن المهنية غائبة تماماً من حيث التقديم والإعداد والإضاءة والإخراج واللوكيشن ولم يطرأ عليها أي تحسن على الرغم من مرور سنوات على إطلاق هذه القنوات!
ومن أبرز النقاط التي يستند عليها أصحاب هذه القنوات في طريقة تعيين مقدم برامج أو مُعد أو مخرج أو حتى مهندس صوت (ان يكون لحية غانمة) كما يرون!!، مع إهمال تام للإمكانات والمؤهلات المهنية.
ولو عدنا إلى الخلف قليلاً سنتذكر كيف كان هجوم البعض على برنامج (جواهر) الذي كانت تقدمه الفنانة أريام عبر قناة دبي الفضائية وحجتهم في ذلك الهجوم أن أريام ليست شاعرة ولأنها لا تقول (هذي والله الساعة المباركة)!! عندما تقدم ضيوفها!!، فهم لا يعلمون أن التقديم له مواصفات خاصة من بينها القبول لدى المشاهد وسرعة البديهة والكارزما.. علماً بأن برنامج جواهر حقق نجاحاً ساحقاً واستضاف نجوماً من فئة الخمس نجوم بعكس ضيوف هذه القنوات التي تعتمد على العلاقات الشخصية والقبلية والقناعات الفردية.. كذلك الحال لبرنامج دانات الذي كانت تقدمه الشاعرة نجاح المساعيد الذي لم يسلم هو الآخر من هجومهم (لأن نجاح ليس لها شنب يوقف عليه الصقر)!
كما لا يفوتني أن أشير إلى أمر مهم وهو أن هذه القنوات وعلى الرغم من المداخيل التي يجنونها من تغطية بعض المناسبات الخاصة إلا أنهم مازالوا يعتمدون على المادة المسجلة، كذلك لم يكلفوا أنفسهم إنشاء استديوهات بمواصفات عالية الجودة، حيث يعتمدون في لقاءاتهم مع ضيوفهم على مجالسهم الخاصة أو استراحات مستأجرة بشرط وجود (مشب ودلة)!، ولا أنسى تقديمهم لضيفهم طوال الحلقة بكنيته (أبو فلان) وينتهي البرنامج والمشاهد لا يعرف اسم الضيف!!
قبل الختام.. لا أعتقد أن الشاعر ضامن العنزي أراد أن يسيء لهذه القنوات وأنا كذلك أزعم بأنني لست كذلك، ولكن ما أنا متأكد منه أننا نريد الارتقاء بهذا التراث العزيز على قلوبنا الذي كان سيجد الاهتمام لو لم يقدم بعشوائية.. ويسوؤنا تعامل اكثر هذه القنوات.. وبالتالي يجب على أصحاب اكثر هذه القنوات الابتعاد عن الفكر القديم وتسليم قنواتهم لمتخصصين يرسمون لهم المنهجية السليمة المبنية على قاعدة مهنية بحتة.