قرأت ما كتبه الأستاذ محمد المهنا أبا الخيل في زاويته (نبض الخاطر)، في عدد الجزيرة رقم 14363، الصادر يوم الأربعاء 2-3-1432هـ، حول قضية الشيخ عائض القرني مع الكاتبة سلوى العضيدان بخصوص كتابه (لا تيأس)، وتعجبت لماذا كل هذا، والقضية واضحة للعيان، ولا تحتاج إلى أخذ ورد؟ وقد قرأت خطاب الشيخ القرني للكاتبة، وهو خطاب اعتذار، وإن حاول الشيخ التماس بعض التبريرات، لكنه أورد أن بعض العلماء ومنهم ابن تيمية قيل عنه إنه نقل عشرات الصفحات في كتابه (درء تعارض العقل والدين) من علماء آخرين، ولم يذكرهم، وهذه دعوى لا تقبل إلا بدليل لا يقبل التأويل، فالذي أعرفه عن كتب ابن تيمية أنه يذكر العلماء، ويذكر أقوالهم - رحمه الله - وينسبها لهم، ثم يؤيدها، أو يفندها، أو يبيّن ما فيها من خطأ، وكم كنت أود لو أن الشيخ اعتذر من البداية، وسحب كتابه دون ضجيج ودون أخذ ورد، ولكن (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن). وقد أشار الكاتب الفاضل إلى كتاب (لا تحزن)، وقد قلت فيه رأياً قديماً تلميحاً لا تصريحاً، في عدد الجزيرة رقم 12775 الصادر في 20-9-2007م ما أغنى عن إعادته هنا. أما عنوان كتاب الشيخ (لا تيأس) فهو أيضاً عنوان قديم لكتاب اسمه (لا تيأس) لمؤلفه أحمد سالم بادويلان، صدر عن دار طويق للنشر والتوزيع الطبعة الأولى عام 1421هـ، وهو كتاب لا تتجاوز صفحاته ستين صفحة، فيه الحث على الصبر والتعلق بالأمل والتوكل على الله، وفيه قصص وعِبَر. ومن الطريف أن المؤلف أهداه للأستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير صحيفة اليوم، الذي كان نائباً لرئيس تحرير الجزيرة في ذلك الوقت.
وللجنة حقوق المؤلف في وزارة الثقافة والإعلام شكرنا وتقديرنا على حياديتها، ووضع الحق في نصابه؛ ما جعلت كل صاحب فكر وحقوق يطمئن لإنتاجه الأدبي والفكري والعلمي؛ ما ولَّد ثقة لدى المؤلفين وأصحاب الحقوق الفكرية، وكم أود أن تنبثق منها لجنة أخرى تشرف على المؤلفات التي تصدر؛ فهناك مؤلفات تحتاج إلى إعادة نظر وإلى سحبها من الأسواق؛ لما تحويه من تزييف لواقع الناس وتاريخهم، ولفائدة القارئ الكريم في هذا المجال؛ فقد اطلعت مؤخراً على كتاب لأحد منسوبي وزارة الثقافة والإعلام بعنوان (نشأة وتطور نظام حماية حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية) الطبعة الثانية 1430هـ لمؤلفه محمد بن عبدالله السلامة مدير إدارة المطبوعات بمطار الملك خالد (حسب الترجمة الموجودة في الكتاب)، وهو كتاب جدير بالاقتناء لمن يهمهم مثل هذه المواضيع، وقد قدم له وزير الدولة عضو مجلس الوزراء سابقاً معالي الدكتور مدني عبدالقادر فقال: «ما هي القرصنة الفكرية؟ ما هي حقوق المؤلفين والمفكرين والمخترعين؟ ما هو الحق الأدبي؟ ما هو الحق المالي للمفكرين؟ كيف نشأ وتطور نظام حماية حقوق المؤلف عالمياً وإقليمياً ومحلياً؟ ما هي أهم الاتفاقيات الدولية التي تعنى بالحماية الفكرية؟ كيف تدرج نظام حماية الحقوق الفكرية في المملكة العربية السعودية؟ وما هو دور وزارة الثقافة والإعلام السعودية في حماية حقوق المؤلف السعودي والأجنبي؟.. هذه أهم المواضيع التي يتناولها هذا المصنف تحت (نشأة وتطور نظام حقوق المؤلف في المملكة العربية السعودية)، الذي قام بتأليفه الخبير الإعلامي بوزارة الثقافة والإعلام الأستاذ محمد عبدالله السلامة في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة لعام 1430 - 2009م».أ.هـ.
والكتاب مادة ثقافية غنية في مجالها، لا يجب أن تغيب عن بال كل مؤلف وباحث.
وختاماً أقول للشيخ عائض القرني - حفظه الله -: تبقى شامخاً معطاء لأمتك ودينك، ولك دورك في عالم الدعوة ونشر العلم الذي لا يُنكَر، ولا يضيرك إن شاء الله إن أخطأت (لكل جواد كبوة، ولكل سيف نبوة). وللأخت سلوى العضيدان أقول: بارك الله فيك، وعوَّضك الله خيراً. وأقول لهما: لا تحزنا مما حدث ومما قيل ويُقال في منتديات الإنترنت؛ فأنتما على خير إن شاء الله، وهم يتحملون مسؤولية أقوالهم، ولا تيأسا من عفو الله وكرمه. والله الموفق.
- سليمان بن صالح الدخيل الله - بريدة