ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Monday 30/01/2012/2012 Issue 14368

 14368 الأثنين 07 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الاقتصادية

      

من خلال عملي الطويل في الاســتثمار في قطاع صناعـــة البتروكيماوت، أجدني مضطراً من وقت لآخر لاستقبال تساؤلات من مساهمين في صناعة البتروكيماويــات، عـن مستقبل هذه الصناعة. وتكونت لديّ فراسة، بحيث إنني أسأل السائل إن كان مستثمراً طويل الأجل، أو هو مضارب؟ وفي أغلب الأحيان يجيب السائل بأنه مستثمر طويل الأجل، وفي تلك الحالة أجيبه أن الصورة المستقبلية هي لصالح صناعة البتروكيماويات السعودية، وأذكر له عدداً من العوامل الداعمة لذلك الرأي، ولكنني عندما أنتهي من ذلك السرد، ألاحظ أن السائل مازال حائراً، ثم يسألني، وماذا سيحدث خلال الأسبوع القادم؟ وهو ما يجعلني أقفز، وأقول للسائل إنك فعلاً مضارب، يتخفى تحت مسمى مستثمر، لأن كلمة مضارب قد اكتسبت سمعة سيئة.

هناك شركات سعودية، نتيجة ظروف تأسيسها الخاطئة، من حيث إنها طرحت في سوق الأسهم مبكراً، وأعني هنا شركات التأمين، فقد أصبحت شركات مضاربة بامتياز، ولكن شركات البتروكيماويات، هي فعلاً شركات الإستثمار طويل الأجل، وأعني بذلك أنه على مدى عشر سنوات (ولن أقول خمس سنوات)، يمكن أن تحقق لمساهميها أرباحاً تعادل أفضل العوائد، ولكن ذلك يتطلب ألا يكون المستثمر قد استثمر طويل الأجل، بتمويل قصير الأجل، مما يحمله تكاليف قد تفقده مزايا عوائد الاستثمار طويل الأجل.

قضية أخرى يجب أن يعيها المستثمر في السوق السعودية اليوم، وعلى ضوء نتائج الشركات المساهمة بنهاية عام 2011م، وهي أن المفاجآت أصبحت محدودة، وتبين أن الشركات أصبحت ربحيتها أقل بسبب عوامل إما عالمية، أو حتى محلية، ولابد أن يعيد المحللون تصوراتهم لمستقبل سوق الأسهم السعودية، على ضوء تلك المتغيرات التي تمثلها نتائج عام 2011م.

أخيراً، ولغرض الحديث عن نوعية المستثمر، ولأنني انتهيت مؤخراً من قراءة كتاب عن حياة العبقري (سوري الأصل) ستيف جوبز، وأتمنى أن يترجم الكتاب إلى العربية، فعندما قرر هو وشريكه ستيف وزنياك، دعوة شخص ثالث للمشاركة معهم في تأسيس شركة ابل عام 1976م، وكان ذلك الشخص قد أسس شركة، وأفلست، فهو ساهم معهم كشريك ثالث بنسبة 10%، وبمبلغ (800) دولار، وبعد أحد عشر يوماً خاف من إفلاس هذه الشركة وإنسحب، ولو بقي لكانت قيمة مساهمته في عام 2011م، مبلغ (2,6) بليون دولار، نعم بليون، وليس مليون. هذا ما أعنيه عند التفريق بين المضارب، والمستثمر، وكما يقال بالعامية «الدنيا حظوظ» !!

 

هل أنت مستثمر أم مضارب؟
سليمان محمد المنديل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة