مع أن هذا الجامع العريق لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مسقط رأس والدي ووالدتي وأنه حظي بشهرة لا تقاربها شهرة الكثير من الجوامع في سدير إذ إن المتحدثين عن هذا الجامع يجزمون بأن عمره قد جاوز السبعة قرون بدون أدنى شك، مع هذا كله فإني لا أذكر من الصلاة فيه وعمارته شيئا سوى ما يعلق بخيال طفل صغير يرى والده وبعض أفراد أسرته يتوجهون لهذا الجامع.
عرفنا هذا الجامع وأحببناه ولهونا كثيراً في جنباته واليوم نتمنى لو طالته يد العناية والاهتمام بالآثار التي شملت الكثير من مناطق وطننا الكريم دون تفريق بين منطقة وأخرى، بل ها نحن نرى سلطان الآثار والسياحة بين كل فترة وأخرى في منطقة مناطق الوطن يتفقد موقعاً تاريخياً أو معلماً سياحياً ومبشراً بحقبة يلتفت فيها للآثار بمنهجية عالية تتفق وتوجهات هذا البلد الإسلامي العريق.
يحدثني صديقي العزيز الشيخ عمر بن عبد الله المشاري آل بن علي نقلاً عن والده الأديب الكبير والشيخ القدير رحمه الله أن الساعة الزوالية التي في الجامع قد أسسها العلامة قاضي الداخلة ومن ثم المذنب وبعدها في عنيزة ابن عضيب، وابن عضيب هذا هو من أسس وبنى مسجد المسوكف في عنيزة.
ويذكر زميلي الشيخ عمر أيضا أنه في عام من الأعوام قدم أناس غير معروفين لأهل البلد وعلموا أن الجامع يحتاج إلى إصلاحات وأصلحوا ما احتاجه المسجد وذهبوا بدون أن يأخذوا أجرتهم، فلما بحث عنهم أهل البلد ليعطوهم أجرتهم لم يجدوهم وسألوا عنهم وما عرفوا من هم.
وعلى ذكر آل ابن علي (وهم مطاوعة الداخلة) يعرف أبناء الداخلة وغيرهم من أهالي سدير أن الخطابة في جامع الداخلة القديم ومن ثم الحديث الآن استمرت في هذه الأسرة الناصرية نسباً (وليس توجهاً أو فكراً!!) أكثر من قرنين من الزمان وحتى يومنا هذا.
سعدت كثيراً بعناية أهل سدير (محافظة المجمعة) بهذا المسجد وسعدت أكثر بالعناية التي شرع فيها بعضهم وتنتظر الاستكمال لنرى هذا الجامع الحاضر في الوجدان حاضراً في الأعين والأذهان بحول الله وقوته.
tyty88@gawab.comفاكس 2333738