|
الجزيرة - د ب أ
انتقد الألماني مارتين شولتس، رئيس البرلمان الأوروبي، أمس الجمعة إدارة أزمة اليورو. ووصف شولتس في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني (زد دي إف) إدارة أزمة اليورو بأنها غير كافية، كما أنها «غير ناجحة حتى الآن بالتأكيد». وأضاف شولتس، الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في ألمانيا، بأن العامين الماضيَيْن شهدا الكثير من المناقشات للتوصل إلى حل، لكن دون نتيجة. وذكر شولتس أن المشكلة التي يواجهها الزعماء الأوروبيون تتمثل داخلياً في البحث عن أغلبية تساندهم، وخارجياً في البحث عن سبل للحفاظ على استقرار اليورو. وأشار شولتس إلى انطباع تولد في العامين الماضيين في أوروبا بأن النظرة إلى الشأن الداخلي أكثر أهمية من النظرة إلى الجماعة الأوروبية، مؤكداً أن تعاظم التحفظات الوطنية كان السبب وراء عدم توصل الزعماء الأوروبيين إلى اتفاق في أزمة اليورو. وحث شولتس بلاده، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو 17 (دولة)، على التفكير في تعزيز مشاركتها المالية في جهود إنقاذ العملة الأوروبية الموحَّدة، قائلاً: «علينا أن نوجِّه لأنفسنا سؤالاً متعقلاً: ما الشيء الأكثر مخاطرة؟ ألن تكون المخاطرة أكبر بالنسبة للاقتصاد الألماني عندما لا نعزز مشاركتنا؛ حيث سيصبح اليورو في خطر حقيقي؟». ورأى شولتس أنه ليس من الصواب مطالبة كل دولة من دول اليورو بحل مشاكلها بنفسها؛ لأنه إذا انهار النظام المصرفي اليوناني فإن ذلك سيؤثر أيضاً في المصارف الألمانية. واختتم شولتس حديثه قائلاً: إن اليورو أو منطقة اليورو لم تعد منذ فترة طويلة مجرد اتحاد نقدي بل اتحاد مصيري أيضاً، فإما أن نربح كل شيء أو أن نخسر كل شيء. ودعا أولي رين مفوض الشؤون النقدية والاقتصادية بالاتحاد الأوروبي وفرانسوا باريو وزير مالية فرنسا أمس إلى ضرورة تعزيز القدرات المالية لصندوق إنقاذ منطقة اليورو. وقال رين أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع دافوس السويسري: «نحتاج إلى جدران حماية أعلى في أوروبا»، في إشارة إلى أهمية وجود سيولة مالية كبيرة لدى صندوق الإنقاذ المالي، بما يتيح له التدخل لحماية الدول المتعثرة في منطقة اليورو من الانهيار. في الوقت نفسه، قال الوزير الفرنسي في دافوس أيضاً إن زيادة حجم صندوق الإنقاذ المالي ستقلل من المخاطر التي تفرض استخدام هذه الآلية نفسها مستقبلاً.
في المقابل، أعرب وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله، الموجود حالياً في دافوس أيضاً، عن معارضته لأي زيادة في رأسمال صندوق الإنقاذ، وقال «إن أي زيادة في جدران الحماية لن تنجح إذا ظلت المشكلات الأساسية دون حل». ورفض فيليب روسلر وزير الاقتصاد الألماني الدعوات التي توجَّه لبلاده لزيادة مساهمة برلين في صندوق آلية الاستقرار الأوروبي لإنقاذ اليورو.
وفي مقابلة مع إذاعة «دويتشلاند روندفونك» أمس الجمعة، قال نائب المستشارة الألمانية: «نقول إن أوروبا لها ثمنها، لكن في الوقت نفسه لها قيمتها، وهذا لا يعني أن نكون على استعداد في أي وقت لدفع أموال».
وأشار روسلر، زعيم الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، إلى أن بلاده ساهمت بالكثير جدًّا في جهود تعزيز منطقة اليورو 17 (دولة). وطالب روسلر اليونان بأن ترد على مساندة ألمانيا لها بأن تنفذ، وبأسرع ما يمكن، ما تم الاتفاق عليه حتى الآن. وأضاف روسلر بأنه لا يرى في الوقت الراهن ضرورة للتناقش بشأن رفع سقف صندوق آلية الإنقاذ الأوروبي «فموارده كافية تماماً حتى الآن». مؤكداً أن المطالب المستمرة للمشاركة بمزيد من الأموال ترفع فقط من حالة عدم الاستقرار.