ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Saturday 28/01/2012/2012 Issue 14366

 14366 السبت 05 ربيع الأول 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لأن التغيير سنة كونية ومتطلب بشري يفرضه تطور المجتمع وما يطرأ على ثقافته ووعي أفراده من تجديد، فها نحن اليوم نقف أمام (بوابة) هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديدة التي ستفتح قريبا، ودعونا نحلم في أن تفتح البوابة لنرى هيئة زاهية ومتعددة الألوان لتكون أكثر نفعا وقربا وتصالحا مع المجتمع..

.. وهذا ما يبشر به رئيسها الجديد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ حيث يعد بنهج جديد ومعتدل، تعيين رئيس جديد في هذه الفترة جاء ليعزز دورها في خدمة المجتمع، لأنها كجهاز حكومي لا بد أن تساير التغيرات فالجمود عند فكر المؤسسين الأوائل لها لم يكن في صالحها، فقد كانت طريقتهم (الصارمة) تجد قبولا إلى حد كبير من أفراد المجتمع آنذاك رغم وجود معارضين لها سجلوا معارضاتهم شعرا ونثرا، لكن التغيير أمر حتمي بعد أخطاء كان ضحيتها سمعة الهيئة في المقام الأول بل وهز مكانتها حتى لدى المؤيدين لها.

قائد وملك الإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وهو يوجه رئيس الهيئة الجديد قد وضع خريطة طريق لعمل الهيئة رسمها من خلال تعايشه مع مشكلات وقضايا تصل إليه وبحكم حرصه على حرية المواطن وكرامته فقد قال الدكتور عبد اللطيف (إن الملك أكّد عليّ وأمرني أكثر من مرة أنا وجميع العاملين في الهيئة بحُسن التعامل مع المواطنين والمقيمين باللين واللطف، وأوصاني بتقوى الله في السر والعلن وأداء الواجب الذي يرضي الله عنا، وأن يكون منهجنا وطريقتنا في التعامل مع الناس منهج الرسول في النصح والإرشاد وتوعية المواطنين)، وهذا بالتحديد ما يريده كل مواطن، لذلك فإن التحدي القادم هو أن يثبت رجال الهيئة أنهم قادرون على تغيير أسلوب تعاملهم خاصة بعد أن تم التخلص من المتعاونين بشكل رسمي، الذين أساء بعضهم بتصرفاتهم وطريقة تعاملهم للمواطن وللهيئة في نفس الوقت، ولعل أحد أهم أسباب تذمر المواطنين من الهيئة هو عدم وضوح أنظمتها، هذا إذا كان لديها في الأساس أنظمة مكتوبة تضبط وتحدد كل مخالفة وعقوبتها! وإذا لم يكن ذلك موجود فإن الوضع سيظل على ما هو عليه وإن حدثت بعض التغييرات الإيجابية، لأن الاجتهادات ستظل سيدة الموقف وهذا بالتحديد هو ما يزعج المواطنين رغم إيمان الكثيرين بأهمية دورها، بل إن هناك من يقول إنها ملأت فراغا تركته أجهزة أخرى، على أنني أتساءل أحيانا إذا كان تنبيه الناس إلى وقت الصلاة هو أمر بمعروف في مجتمع محافظ يؤمن بأن الصلاة هي عمود الدين، فما الحاجة لمن يأمر بالمعروف في الأسواق وبين الناس أن يكون بصحبته رجل أمن ! ذلك يتنافى من وجهة نظري مع إصلاح صورة الهيئة ويضعف قدرتها في إقناع الناس بأهمية دورها وأنها تعمل لصالحهم ولراحتهم! ممارسة الدعوة باللين والرفق هو أهم شعار يجب أن يتم تطبيقه في الميدان وهذا يحتم التخلص من أية سلطة سوى سلطة الإقناع والاحترام المتبادل، ولو تحقق ذلك فيمكن القول بأننا أمام هيئة جديدة نتمنى لها ولرئيسها كل التوفيق.

alhoshanei@hotmail.com
 

الهيئة الجديدة
فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة