بصراحة كان لقاء الاثنين الماضي بين الهلال والنصر هامشياً وقد تكون المباراة الوحيدة بين الفريقين الذي يخلو من كل إثارة وطعم وحساسية. لقد كان من طرف واحد وهو الهلال الذي تجاوز النصر بكل سهولة وكأنها مناورة وما يجعل الهلاليين أكثر فخراً أنهم أدوا مباراة سهلة ومتواضعة أمام فريق فقد سطوته وقيمته الفنية، ولم يعد لديه إمكانية مجاراة ولو الفرق المتوسط المستوى.
ما يفتخر به الهلاليون اليوم ليس تجاوز النصر فحسب ولكن بشبابهم وأكدوا لمن لم يكن مقتنعًا في السابق بأن لا يحك جلدك إلا ظفرك فرغم غياب العنصر الأجنبي في نادي الهلال خاصة في الوسط وصناعة اللعب إلا أن تلك الفئة الشابة استطاعت أن تكسب احترام الجميع، ووقف الجميع احتراماً لها وأكدت أن سياسة الاعتماد على شباب وناشئي النادي أفضل بكثير من استقطاب اللاعبين من خارج أسوار النادي واليوم لا نجد إلا أن نحترم السياسة التي تسير عليها الإدارة الهلالية في المقابل نجد أن الطرف الآخر النصر، اعتمد كثيراً على لاعبين استقطبهم بعد أن لفظتهم أنديتهم، ولم يعد لديهم مايقدمونه ولا يملكون الأداء الفني المطلوب وتواجدوا على حساب الفئة الناشئة والشابة من أبناء النادي وما تصريح المدير الفني للفريق في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، والذي قال فيه «لو كان باستطاعتي استبدال الأحد عشر لاعبًا لفعلت وما هذا إلا ليؤكد بأن جميع العناصر الموجودة فقيرة فنياً ولا يمكن لأي واحد منهم أن يعمل الفارق في الفريق، وهذه في الأساس نتيجة لسياسة تراكمية غير موفقة من وجهة نظري منذ تولت هذه الإدارة زمام الأمور في النادي وفي تصوري أن استمرار العمل بهذه الثقافة لن يطور الفريق، ولن يولد فريقًا جديدًا في النصر. أما نصر الأمير عبدالرحمن بن سعود نصر البطولات والصولات والجولات فلا يمكن أن يعود لأن من ذهب في ذمة الله لا يمكن أن يعود للحياة مرة أخرى فهذه هي سنة الحياة والله المستعان.
الهيئة لا حس ولا خبر
لا زالت مع الأسف هيئة دوري المحترفين مستمرة في سباتها وغيابها عن أقل واجباتها تجاه أندية دوري زين خاصة عدم التزامها بتقديم مستحقات الأندية من الراعي الرسمي للدوري وكذلك تحصيل ما للأندية من حقوق من خلال الدعاية والإعلام حتى النقل التلفزيوني أعتقد أنه من واجبها أن تبحث عن محاصيله إذا ما أدركنا أنها هي المسؤولية مسؤولية كاملة عن دوري زين بجميع ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وليس من المعقول أن يخرج المسؤول عن هذه الهيئة أو من ينوب عنه ويقول إن حقوق النقل بين الرئاسة ووزارة المالية والشيء الملفت للانتباه أن جميع هذه العوائق لا توجد إلا لدينا وكأنه لا يوجد كرة قدم للمحترفين أوللهواة إلا لدينا والمضحك المبكي أن الأندية ومنسوبيها لا يعرفون حتى هذه اللحظة من هو قبيلهم فهم تائهون بين الهيئة والرئاسة والمفارقات التي تحدث من هذه الجهتين أنه بهذا الأسلوب وبهذا العمل الذي لا يبت للعمل الاحترافي بصلة يدل وبكل تأكيد أن التطور لدينا أصبح من المستحيل وأن جميع الوعود والتصريحات الرنانة والتي نسمعها بين وقت وآخر ماهي إلا أوهام في أوهام وما يحز بنفس أي متابع أن هناك دولا فقيرة وقد تكون تحت خط الفقر تملك من المنشأة ومن العمل الرياضي المنظم أكثر منا بكثير إذا ما اعتبرنا أنفسنا أغنى بلاد العالم مالياً ومع الأسف قد نكون أفقرهم فكراً وهذا ما جعل الجميع يتقدم ونحن نعود إلى الخلف مسافات لن يرحمنا التاريخ ولا الأجيال القادمة التي ستجعل ما يحدث حالياً محل استغرابها وقد تبكي على ماضيها المؤلم.
نقاط للتأمل
- هل وصل الإحباط لجماهير النصر عندما شاهدت شباب الهلال يطقطق ويتلاعب بعواجيز فريقها الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه أو يشفع لهم أن يمثلوا فريقًا كان كبيراً.
- أحسن ما في لقاء الاثنين الماضي الروح الرياضية والأخلاق العالية التي سادت بين اللاعبين داخل الميدان وخارجه ما عدا ذلك كان تمريناً أشبه بالمناورة للفريق الهلالي.
- أتمنى أن أجد محللاً فنياً أو مدربًا متمكنًا يخبرني ماهي الأدوار التي أسندت للاعب حسين عبدالغني داخل الميدان وماذا يفعل في الوسط وقد عرف عنه أنه لاعب في خانة المدافع الأيسر.
- بدون مجاملة قد يكون الفريق الهلالي الفريق الوحيد محلياً الذي لا يتأثر بغياب العنصر الأجنبي أو حتى المحلي فهو فريق كبير ولا يمكن أن يعتمد على لاعب معين.
- في لقاء الاثنين غاب عن الهلال أحمد الفريدي وماجد المرشدي ومحترفوه الأجانب الثلاثة ولم يتأثر إطلاقا ألم أقل لكم إنه فريق كبير؟
- في المقابل نجد أن النصر يتأثر من أي هزة ولا يوجد لدى لاعبيه ثقافة الفوز على الكبار ففي هذا الموسم لم يتجاوز النصر أي فريقا من الفرق الكبيرة والمتقدمة في الدوري.
- بعد تجاوز النصر للفتح بضربات الترجيح ذكرت وفي هذه الزاوية وبالخط العريض (الفتح لم يخدم النصر) وكنت أقصد أنني كنت أتمنى الخروج من أول مباراة ومن أمام الفتح تحديداً لأننا لا نريد زيادة مآسي فالتاريخ لا يرحم وهذا ما ذكرته تحديداً.
- حذرت الإدارة النصراوية من التعاقد مع اللاعب عنتر يحيى واستغربت عدم استفسارها عن عدول إدارة نادي الأهلي لاستقطاب اللاعب وأخيراً اكتشفوا أنهم مخطئون وألغوا عقد اللاعب بعد فوات الأوان.
- أصعب شيء في الدنيا أن الواحد يرمي فشله على الآخرين ظناً منه أن الناس مغفلون، وهذا تماماً ما ينطبق على البعض ممن يطلق الوعود الوهمية والأحلام الوردية ومن ثم يتورط ولا يعترف بالفشل.
- اليوم تتجدد الإثارة والمتعة بإيقاع كلاسيكيي الكرة السعودية بين الهلال والاتحاد أتوقع أن تكون مباراة مثيرة وتعكس مستوى الأداء في هذه المسابقة الغالية على نفوسنا جميعاً.
أكرر للمرة الألف أنه لا يوجد لدي أي حساب على التويتر، ونلتقي عبر جريدة الجميع الجزيرة ولكم محبتي ودائماً على الخير نلتقي.