هنا أزمتان: أزمة سكن وأزمة مواصلات، وبلا شك متلازمتان؛ أي لا غنى عن بعضها عن بعض وسروري من الدنيا وسعادتي بيت واسع وعمل قريب؛ فالسكن والمواصلات تهم المواطن بالدرجة الأولى ويتبادر لذهن المهتمين أن المواصلات أكثر أهمية من السكن، ويتفق الجميع ما زلنا في بدايات الأزمة وخاصة أزمة المواصلات، وأعتقد تقريباً بعد خمسين سنة سوف أجد نفسي مضطراً لترك سيارتي في منتصف الطريق، وأترجل مشياً على الأقدام، أفضله على السيارة مشياً سوف أصل عملي بسرعة مثلاً أنا عملي بالجامعة أجد نفسي كل سنة أمام نمو سكاني مطرد؛ أي زيادة في عدد السكان، وبالتالي زيادة في مرتادي الطريق؛ أعداد السيارات هائلة، وبذلك تزداد عقارب الساعة كنت قبل عشرين سنة أصل للجامعة خلال نصف ساعة الآن بعد ساعة وربع، تخيل: بعد خمسين سنة ماذا سيكون؟
فأزمة السكن تهم بالدرجة الأولى المواطن، ولكن بشكل عشوائي تضر أزمة المواصلات ولا جدوى من الإسكان بشكل عشوائي، ولهذا نحن بالدرجة الأولى بحاجة إلى تنسيق فقط تنسيق.
ولهذا، أرى مثلاً جميع منسوبي المطار الدولي من عامل نظافة إلى أكبر مسؤول بالمطار أن يكون لهم سكن في مدينة المطار فيها جميع الخدمات، وبإيجار رمزي تغطي تكاليف الخدمة فقط، وفي حالة إنهاء خدماته يأتي غيره لتقاعده ويكون المتقاعد مجهز له سكن.
فقط، أربعة أو عشرة أبراج شاهقة تغطي حاجة كل منشأة حكومية أو خاصة، وفي الوسط برج لمواقف السيارات كل دور متصل بالدور السكنية.
وأيضاً المدن الجامعية: لماذا لم تكتمل فيها الخدمات ومن ضمنها سكن للموظفين، وأيضاً الطلاب المتزوجين وغير المتزوجين من عامل نظافة إلى أكبر مسؤول بالجامعة، وخاصة جامعة نورة: هل فكرت بسكن لمنسوبيها من عامل نظافة إلى أكبر مسؤول بالجامعة وطالباتها سواء متزوجة أو غير متزوجة لفك أزمة المواصلات.
أيضاً مدينة الملك عبدالله الاقتصادية: هل فكرت في سكن لمنسوبيها من أصغر موظف إلى أكبر موظف من عامل نظافة إلى أكبر مسؤول، وأيضاً سابك والتأمينات الاجتماعية ومصلحة التقاعد وجميع الوزارات سواء عسكرية أو مدنية.
المجمعات أو المدن الطبية: لماذا لا يوجد سكن لجميع موظفيه والأطباء والممرضات والسسترات والأمن والسلامة شقق تحقق رغبات العزاب أو المتزوجين: هل تختفي الباصات لنقل العمال والممرضات من هنا وهناك.
وأيضاً المدن الصناعية؛ سواء كبرى أو صغرى؛ سواء قديمة أو جديدة: لماذا لم يكن في نفس المقر سكن لهم؟ مثلاً ورشة سيارات تكون الورشة في الدور الأرضي والعاملين لهم سكن في الدور الثاني والثالث والرابع، وهذا أيضاً فيه مصلحة لصاحب العقار يستفيد من دخل الإيجارات، ولتكن أوقافا تدر على صاحب الوقف ولتكن جهة حكومية أو خاصة.
ولماذا لا يشترط على كل منشأة سواء حكومية أو خاصة عدد أفرادها عشرة أن يكون مقر سكنهم ضمن مقر عملهم. نريد تنسيقا بين الجهات الحكومية مثلاً من المسؤول عن مسلسل حوادث المعلمات إلى متى ومتى يقف نزيفهن؟.
وما المانع أن نحقق رغبة المعلمة في أقرب مدرسة لبيتها، وما المانع أن تكون المدرسة فيها أضعاف المعلمات مراعات لظروفهن وأحوالهن التي ما تخفى على كل عاقل بصير.
هل بالإمكان طريق الملك فهد يكون نفق هاويه ممتد من الجنوب إلى طريق الأمير سلمان ويكون له مخرج من الدائري الشمالي وفوق النفق كباري تخدم الأحياء المجاورة له لتكون نقلة سريعة من الجنوب إلى الشمال وقد يستعمل للوفود الرسمية والدبلوماسية.
إنشاء فروع سواء للوزارات أو جامعة أو مجمعات للدوائر الحكومية أو محافظات غربية وشرقية وجنوبية وشمالية. ولقد أحسنت الدولة في إنشاء جامعات في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وذلك للتقليل من الهجرة.
تفعيل ثقافة الحكومة الإلكترونية: هل بالإمكان أن أنجز جميع معاملاتي من خلال مكتبي أو المنزل وتكون عليه مراقبة صارمة ومكافأة للإنجاز.
خدمات الإنترنت: هل بالإمكان أن تكون مجانية للمواطن أو للمقيم أو على الأقل تكون شبه مجانية للتشجيع على استخدامه.
ولهذا التنسيق أكبر أهمية، فأرجو من المهتمين والجهات المختصة لجميع الوزارات المعنية التنسيق ولتكن وزارة الإسكان تنسق بين الوزارات؛ تخيل بيت النحل، نريد خلية نحل، نريد مدينة هادئة: هل ممكن.
- المعهد العالي للقضاء