الرياض - خاص بـ «الجزيرة»
حذر داعية الأزواج من اتخاذ الأولاد سلاحاً لإضعاف الأم والانتقام منها بعد الطلاق، وذلك بنزع الأب أو ذويه أولادها منها بالقوة ويحبسهم عن أمهم؛ لتصفية حسابات سابقة أو لإثبات أنه أقوى أو لغير ذلك، فيحرق قلب أطفاله على أمهم والأم على أطفالها لإطفاء نيران قلبه المشتعل بالضغائن والأحقاد، واصفاً ذلك العمل بأنه أعظم جريمة ترتكب في حق الأولاد والأم.
ونبه الشيخ أحمد بن عبدالكريم الخضير عضو الدعوة والإرشاد بالرياض إلى أن أشد شيء على الأم أن يحال بينها وبين ولدها، بشراً كانت أم غير بشر، فالناقة لا تعقل لكنها تبكي وترغي، إذا حيل بينها وبين حوارها، والأم يتمزق قلبها إذا حيل بينها وبين ولدها، لذلك هي أحق بحضانة أولادها إن قدر الله فراقاً بين الزوجين ما لم تتزوج ولما خاصم عمر - رضي الله عنه - امرأته أم عاصم في ابنه منها إلى أبي بكر رضي عنه، قضى أبو بكر بالولد لأمه، وقال: (ريحها وشمها ولطفها خير له منك).
وحث الداعية الخضير الآباء والأمهات على السعي بعد طلاقهم فيما يعود بالصلاح على أولادهم، لأنه يجب على كل الأطراف معرفة أن الضحية هم فلذات الأكباد الذين هم أقرب الناس إلى القلوب.
ولفت الشيخ الخضير إلى أن كثيراً ما تشتكي المطلقات عبر البرامج وعند العلماء وفي اتصالات المصلحين من حرمانهن من أولادهن بعد الطلاق، حيث أن بعض الأزواج يجعل الأبناء هم حلبة المصارعة التي تتم عن طريقها تصفية الأحقاد والحقوق، مع أنهم لا ذنب لهم بل لا حول ولا قوة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم -: (وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)، (لا يرحم من لا يرحم الناس).