|
الجزيرة - لقاء - عبدالرحمن المصيبيح:
اعتبر معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين لعام لدارة الملك عبدالعزيز والمستشار العلمي لكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية مناسبة تدشين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع وكرسي سموه للدراسات التاريخية والحضارية وإلقاء سموه محاضرة في افتتاح ندوة عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز آل سعود يوم السبت الثاني عشر من الشهر الحالي بجامعة الملك سعود بأنها مناسبة علمية ووطنية تبث الاطمئنان على مستقبل البحث العلمي في بلادنا.
وقال معاليه في لقاء خاص لـ(الجزيرة) إن إلقاء سمو الأمير سلمان حفظه الله محاضرته التاريخية هو عبور للكرسي إلى النموذجية والجودة العلمية وتأصيل لتواجده ضمن مصاف الكراسي العلمية.
وأشار معاليه إلى أن الكرسي يهدف إلى الدعم المعلوماتي والعلمي للباحثين، كما تطرق إلى توجه الدارة إلى تبني نهج الكراسي العلمية وكذلك تسليط الضوء على مشاريع ونشاطات الدارة وأمور أخرى جاءت من خلال هذا اللقاء.
مناسبة علمية ووطنية
بمناسبة إلقاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز محاضرة عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز وتدشينه - حفظه الله - لكرسي سموه للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية.. نود من معاليكم كلمة عن تلك المناسبة؟
- هي مناسبة علمية ووطنية تبث الاطمئنان على مستقبل البحث العلمي في بلادنا، وبلا شك فإن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز حفل تدشين كرسي سموه للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية بجامعة الملك سعود هو تقديم كبير وحافل للكرسي وأهدافه للوسط العلمي وإشهار مميز لانطلاقته في رحاب الدراسات والبحوث في تاريخ الجزيرة العربية، وهي دعوة للتفاعل والإسهام في مسيرة الكرسي، فضلاً عن موافقة سموه - حفظه الله - على اقتران هذا الكرسي باسمه دعماً ومؤازرة لفاعليته وتواجده داخل الأجندة العلمية والخطوة الأولى والكبيرة لنجاحه إن شاء الله لتحقيق ما تصبو إليه دارة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود من خدمة للباحثين والباحثات، وتشجيع للحراك العلمي في مجال التاريخ ورفد لحركة النشر والدراسات حوله، والتزامن والاقتران بين تدشين سمو وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لأعمال الكرسي وإلقاء سموه - حفظه الله - محاضرته التاريخية هو عبور للكرسي إلى النموذجية والجودة العلمية وتأصيل لتواجده ضمن مصاف الكراسي العلمية المتميزة في المملكة العربية السعودية كما أن ذلك يلقي على المسؤولين عن إدارة أعمال الكرسي السنوية مسؤولية كبيرة في التمسك بهذه النموذجية والتميز في مسيرته المقبلة، وتقديم إنتاج علمي مرموق يرضي مكانة الكرسي وتحيّن الوسط العلمي ذي العلاقة مخرجاته العلمية من الأنشطة المنبرية والمؤلفات والمترجمات وغيرها، فالمحاضرات التاريخية العلمية لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز أصبحت مطلباً للمتخصصين والمعنيين بتاريخ الجزيرة العربية والتاريخ الوطني لقيمتها العلمية وللقيمة التاريخية والوطنية لشخصية سموه - حفظه الله - ولكونه قدوة في الدقة والتحري والتفحص يتطلبها البحث العلمي الأصيل، ودائما ما يأتي سموه - حفظه الله - في محاضراته بالجديد الذي يضيف، ويلفت الانتباه إلى أفكار بحثية جديدة.
أهداف كرسي الأمير سلمان
هل لنا بنبذة عن أهداف كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية ونشاطاته العلمية والذي يدشن سمو وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز أعماله وانطلاقته العلمية؟
- حقيقة يهدف كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية إلى الدعم المعلوماتي والعلمي للباحثين والباحثات وطلاب وطالبات الدراسات العليا في حقل تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها، واستقطاب المتخصصين في المجال ذاته من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها في لقاءات علمية مفتوحة، وعقد لقاءات علمية مختصة في هذا المجال مع دعم الندوة العالمية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وكذلك الكرسي معني في مجال النشر العلمي بنشر الدراسات ذات العلاقة والتخصص، وأيضاً يسعى الكرسي إلى بناء شراكة بحثية مع المراكز العلمية وأقسام التاريخ، ولدى الكرسي الذي ترتبط الدارة مع جامعة الملك سعود باتفاقية تعاون علمي برعاية من سمو وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز وبمتابعته واهتمامه - حفظه الله - أجندة علمية سنوية ستطبق وفق توظيف أحدث المناهج والتقنيات العلمية في التفسير والتحليل والاستنتاج حيث سيقوم الكرسي بإقامة محاضرتين سنوياً إحداهما عامة، وإقامة لقاء علمي يتناول موضوعاً من الموضوعات التاريخية والحضارية من خلال استكتاب باحثين ونشر بحوثهم العلمية، مع نشر رسالتي دكتوراه وماجستير في مجال الكرسي، والتعريف بالأعمال المتميزة في تخصص الكرسي، وتمويل البحوث والدراسات المشتركة في مجال الكرسي، وإقامة سلسة محاضرات يقدمها طالب من طلاب الدراسات العليا تحت عنوان (أطروحتي)، وتنظيم ورشة عمل بحثية لدراسة كتابات أحد الرحالة المستشرقين، وفي جانب المسؤولية الاجتماعية سيقوم الكرسي بتقديم الاستشارات والدراسات ذات الصلة ولجميع القطاعات الحكومية والأهلية، وكل هذه الأعمال يسعى من خلالها الكرسي إلى تعميق المعرفة التاريخية بتاريخ الجزيرة العربية وحضارتها بمشاركة الجميع ووفق منهج علمي مؤسساتي تتعاضد فيه الجامعة بثقلها الأكاديمي وكوادرها البشرية ودارة الملك عبدالعزيز بخزينتها العلمية من المصادر التاريخية في مجال تاريخ الجزيرة العربية.
تبني نهج الكراسي العلمية
توجهت دارة الملك عبدالعزيز ومنذ خمس سنوات إلى تبني نهج الكراسي العلمية وخلق شراكات علمية من خلالها مع أقسام التاريخ في الجامعات السعودية، ترى ماذا تستهدف الدارة من هذا التوجه؟
- لدى الدارة زخم علمي كبير يتمثل في مصادر تاريخية عديدة ومتنوعة المصدر والموضوع، ولكون واجبها التاريخي ومسؤوليتها الوطنية وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز تتطلب خدمة حركة البحث العلمي في تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة العربية السعودية فإنها وبموافقة سموه - حفظه الله - رأت أن عقد شراكات مع الجامعات ومن خلال الكراسي العلمية يتيح لها فرصة جادة وذات مرجعية أكاديمية أصيلة لتقديم خدماتها العلمية للمجتمع وخاصة طلاب الدراسات العليا في مجال التاريخ بتخصصاته المختلفة من الشباب، ولأن الدارة ليست مؤسسة بحثية ينضوي تحتها باحثون أو باحثات بل مؤسسة مساندة للبحث العلمي فإنها رأت أن نهج الكراسي العلمية يرضي رغبة الدارة في البحث والدراسة المكمل لدورها الرئيس في دعم البحوث والدراسات التاريخية، أيضا هذا النهج هو امتداد للتعاون مع وزارة التعليم العالي لخدمة حركة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية التي لا تألو جهداً في شأن التعاون في هذا الهدف الاستراتيجي وهو البحث العلمي، ولذا فإن الدارة ترتبط بثلاثة كراس علمية أخرى مع كل من: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (كرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة العربية السعودية)، وجامعة أم القرى (كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ مكة المكرمة)، والجامعة الإسلامية (كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ المدينة المنورة).
مشروعات الدارة
نود تسليط الضوء على مشروعات الدارة الحالية والمستقبلية التي تحت الدارسة؟
- خلصت دارة الملك عبدالعزيز من أحد مشروعاتها العلمية المهمة في جانب التاريخ الأدبي في المملكة العربية السعودية وهو مشروع قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية وسيصدر في إصدار خاص خلال الشهرين المقبلين، ومن المشروعات الموسوعية العلمية التي تحت التنفيذ وتخدم التاريخ العربي والإسلامي والوطني: مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين، ومشروع أطلس تاريخ السيرة النبوية، ومشروع الإستراتيجية الشاملة لخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، وبرنامج الأمير سلمان بن عبدالعزيز لتوثيق التراث والعلاقات العربية الهندية عبر العصور، ومشروع التعاون العلمي بين الدارة ووزارة التربية والتعليم، ومشروع توثيق الزيت في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، ومشروع توثيق تاريخ الدرعية، ومشروع تاريخ الخيل والإبل في المملكة العربية السعودية، ومشروع تاريخ البحر الأحمر بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز وغيرها.
ومن المشروعات العلمية والتي تجهز لتنفيذها الدارة قريباً مشروع توثيق الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية الذي سينفذ في كل مناطق المملكة العربية السعودية ومن المعيّن أن يكمل التاريخ السياسي للمملكة العربية السعودية، كما أن الدارة تعد لبداية مشروع جديد هو مشروع المصادر الكلاسيكية والجزيرة العربية والذي أقامت من أجله ورشتي عمل في كل من الرياض والإسكندرية لاستقصاء جميع الأفكار والمقترحات والمحددات العلمية والعملية لتنفيذه التنفيذ الأكمل، أيضا وخلال هذا العام ستكمل مشروع رصد المصادر الفرنسية المتعلقة بتاريخ شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وتوثيقها من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين الميلاديين بعقد الندوة الثانية في سلسلة هذا المشروع العلمي، فضلاً عن بعض المشروعات العلمية التي أوشكت على الانتهاء إن شاء الله، وكذلك الدارة مقدمه خلال الشهرين المقبلين على تنظيم الدورة الرابعة لجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية، وتنظيم الندوة العلمية الكبرى عن تاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - ضمن سلسلة الندوات الملكية عن تاريخ أبناء الملك عبدالعزيز ممن تولوا الحكم وتاريخ الدولة في عهودهم، وتوثيق السمات الاجتماعية والثقافية والإعلامية للمجتمع في فترات حكمهم.
فروع جديدة للدارة
هل هناك نية لدى دارة الملك عبدالعزيز لإيجاد فروع لها في مناطق المملكة؟
- في واقع الأمر أن لدى الدارة ثلاثة فروع تقوم بالإشراف عليها ورسم الخطط العلمية لها ودعمها علمياً، وهي تقوم بأدوار الدارة في منطقتها الجغرافية ووفق تخصصها واهتمامها، فدارة الملك عبدالعزيز تشرف على مركز تاريخ مكة المكرمة في مكة المكرمة، ومركز بحوث ودراسات المدينة المنورة بالمدينة المنورة، وهذان المركزان يرأس مجلس إدارتهما صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وكذا تقوم دارة الملك عبدالعزيز بالدراسة العلمية لتأسيس مركز تاريخ المنطقة الشرقية في الدمام الذي أقره مجلس إدارة الدارة قبل عام، كما تستعد لانطلاق الأعمال الإنشائية لمركز الأميرة سارة السديري لأبحاث المرأة هذا العام والذي سيقام في مقر الدارة بالرياض ليحمل اسم والدة الملك عبدالعزيز - رحمهما الله - وسيكون مخصصاً للتأريخ للمرأة السعودية وأيضاً دعم الدراسات والبحوث النسائية في مجال تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ المملكة العربية السعودية.
وفي ختام اللقاء قدم معالي الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك العزيز شكره وتقديره لمعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان على ما بذله من جهود مثالية لإنجاح أعمال الكرسي ودعمه لكثير من الجهود لظهوره بالظهور العلمي اللائق من خلال الندوة العلمية الكبرى التي سينظمها الكرسي، وكذلك موصول الشكر للدكتور عبدالله بن ناصر السبيعي المشرف التنفيذي على الكرسي على متابعته الدقيقة والمتواصلة للأعمال التأسيسية للكرسي ولتحضيرات الندوة والمحاضرة والشكر موصول للجنة العلمية للكرسي.