|
الدكتور عبد الكريم عائض الشهراني صدرت له رواية بعنوان (ثعالب الكهان في بلاط السلاطين) يقول في جزء منها:
في الساعة الرابعة عصراً وصلنا مكاناً منبسطاً تعلو صفحة أرضه أعشاب ذات رواء وبهجة بينما تتناثر الأشجار الضخمة ومتوسطة الطول في كل مكان.
توقف آدم فجأة ونظر إليَّ بعينين ضيق فيهما كثيراً وفر ثغره عن ابتسامة غريبة وقال بهدوء: ما رأيك.. أتريد أن نخيم هنا؟
التفت يمنة ويسرة وتساءلت: لم اختار هذا المكان بالضبط؟ فقال:
هذا هو أفضل مكان يمكن أن نبيت فيه هذه الليلة وغداً صباحاً نستطيع أن نقبل على القبيلة لأنه ليس من الممكن أن نستضيف أحداً في هذا الوقت لأننا سنكون ضحايا للإهمال وربما لأشياء أخرى.
ثم فتح الباب ونزل من السيارة وتركني مع وساوسي.
فتحت الباب ولحقت به وقلت ونبرة صوتي تفضح الخوف الذي دب فجأة في فؤادي:
ماذا تقصد؟
هل هناك ما يخيفنا منهم؟
استمر في تجاهلي وتوجه نحو شجرة ليست بالبعيدة ليقضي حاجته وتركني أجيل ناظري في الفضاء الفسيح الذي امتد إلى كل جهة وأنا أحاول أن ألتقط ما يدعو للخوف لا للطمأنينة، فرأيت نحو الجنوب على بعد عشرة أميال أو أكثر جبلاً غريب الشكل ممتداً من الجنوب الغربي إلى ما لا نهاية له، مخروطي الشكل يتسع في أسفله ويضيق في أعلاه الشاهق وقد كساه الله حلة عظيمة من الأشجار التي ظهر لنا سوادها آخر النهار وقد رأيت سحابة سوداء تمر به لتعكس لنا صورة أبدعها الخالق.