اليوم الأول: أمسك عُمر بالقلم وبدأ يخطّ رسالته»أمي حبيبتي،أعلمُ بأن فراقي سبب أحزاناً كثيرة ولكنها الحياة، حيثما أجدُ ذاتي سأكون حتى اجعلك تتلألئين فخراً بي، أشعر بأن البلدة الجديدة جميلة ومناسبة، سأحدثك عنها في الرسالة القادمة، احرصي على سلامتك، ابنك: عمر»، ثم أمسك بالرسالة ووضعها في الصندوق.
اليوم الثاني: كتب عمر «صباح الخير على أجمل عينين، أشعر وكأن الأرض تتراقص فرحاً لفرحتي، وكأنني نسرٌ أحلق في الفضاء، تم تعييني اليوم في شركة كبيرة تخُص مجال دراستي، أخيراً سأجد فرصة لتحقيق أحلامي، الجميل أنهم يؤمنون بي، يقولون إنهم يؤمنون بالحديد فكيف بالإنسان، ولقد وفّروا لي سكناً راقياً، كم أنا محظوظ، قبّلي يديكِ عني، ابنك:عمر».
اليوم الثالث: بغبطة أمسك قلمه وبدأ «لن تصدقي ما سأخبرك به يا أمي، في غضون شهر واحد تمت ترقيتي إلى مدير فرع، قلت لهم أنني صغير في العمر، فقالوا: ولكنك كبير في الكفاءة، آه كم أغبط نفسي على هذا البلد وكم أحزن على خسارة بلدي، ابنك: عمر».
اليوم الرابع: وهو يتمتم أغنياته الخاصة كتب «عمر في بلاد العجائب، لا تتعجبي يا أمي ولا تضحكي أشعر أنني في بلاد العجائب،أُعجبت بإحدى العاملات تحت إدارتي، صارحتها بإعجابي فقالت: إن أردت التسلية فقد أخطات الاختيار، وإن أردت الزواج فصارح والدي بإعجابك، صدمتني تلك الفتاة يا أمي، كم تمنيت شريكة ناضجة وناجحة وعفيفة وقد وجدتها، ذهبت إلى والدها وأنا على يقين بالرفض، ولكنه الآخر فاجأني، قال: سأسأل عن دينك وخلقك أولاً، قلت وكم هي حدود مهوركم، قال: ليست ابنتنا أغلى من بنات رسول الله، فقد كن أكثر النساء بركة وأيسرهن مؤونة، لذلك لا تقلق ثم ابتسم، أليست هذه بلاد العجائب يا أمي، كم هي بالية عادات القوم في بلدي، سلميلي على العائلات اللاتي رفضن تزويجي وقولي لهن إن عُمر ذا الدين والخلق قد وجد حوريته، هنيئا لكم بعمر آخر ذي مال ونسب ولتترب أيديكم».
اليوم الخامس: كتب»صباح الخيرعلى قلبك الطاهر، لن أرسل لكِ غداً لأنني مشغول بإعادة بناء جزء من الصورة المستقبلية للبلد، نسيت أن اخبرك بأن هذه البلد تصدر في كل خمس سنوات صورة مستقبلية مدعومة بخطط إستراتيجية ليعلم الناس الوجه ويتبنون الحلم، إنهم يحترمون الإنسان يا أمي، يجب عليّ احترامهم والمساهمة في إنجاح خططهم وسأرسل غداً برؤيتي للملك حسن، عمر».
تفضل، هذه رسالة عمر الأخيرة، كم يستهويني عمر، يستهويك لأنه نصبَك ملكا؟ د. حسن لا تنسى أنه مريضك، أشعر بأنك تتهاون في علاجه، اخبريني يا سعاد، كيف لأجنّ العاقلين أن يعالج أعقل المجانين!! إن علاجه جريمة «تحويل عاقل إلى مجنون»!
اليوم السادس: سعاد، اعطَ هذه الرسالة لعمر، الرسالة»تسعدني مقابلتك غداً في الساعة السادسة مساء لمناقشة رؤيتك، الملك حسن».
اليوم السابع: اجتمع عمر والملك حسن وتناقشا حول الرؤية ثم انصرفا إلى سريرين متباعدين ليكتب حسن إلى الرعية وعمر إلى والدته!!