من نعم الله علينا هذا العقل الذي أبدع في الابتكار والاختراع والفن والتأليف وتسخير الحياة له ولعيشه، وإذا نظرنا لما وصل إليه العقل البشري لوجدنا إبداعات في كل المجالات سهّلت العيش وسبل التواصل مع الآخر، وبخاصة الاتصالات التي كانت في الماضي تكلّف الجهد والوقت والمال الكثير.

الفضاء الإلكتروني (الإنترنت) سهل الاتصال عبر وسائط مختلفة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي كـ (الفيس بوك) و(التويتر) وغيرها وهنا لا أدري إن كان هناك مجال للمقارنة سواء اتفقت معي عزيزي القارئ أو اختلفت وسأحترم رأيك مهما كان: سأقارن هذا الاكتشاف واكتشاف نوبل للديناميت الذي أوصى بكل ثروته التي جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التي سُميت باسمه تكفيراً لاختراعه الديناميت، وتساؤلي هنا بماذا سيكفّر عن ذنبه مخترع شبكات التواصل الاجتماعية بعد ما أثاره اختراع هذه الشبكات من سجالات ولدت البغضاء والتنازع اللحظي بدون رقيب ولا حسيب على تلك الكائنات الفضائية التي تتحول إلى خفافيش تؤذي الآخرين؟!

إنه من المفروض أن يكون الفضاء الإلكتروني فضاء للحوار والتواصل والعمل الجاد الذي يفيد الفرد والبشرية، لكن في معظم مجتمعاتنا العربية للأسف استخدمت هذه التقنية بشكل خاطئ يسيء لثقافتنا وديننا الذي ينهى عن البغضاء والمنكر والتناحر والهجاء والتنابز، وهنا يظهر كل على حقيقته بعد أن تتحوّل التغريدات الإلكترونية إلى نعيق وأصوات شاذة لا صلة لها بقريب أو بعيد بالتغريدة.

واعذروني هنا إن ركّزت على الجانب السلبي بعدما انتشرت المشاحنات والخلافات بين أصحاب الفكر والثقافة الذين كنا نؤمل منهم دوراً مخالفاً وريادة مسؤولة لمجتمعاتهم التي يمثّلون القدوة بالنسبة لأهلها.

سيِّدات اللانجري

من أروع ما نلمسه اليوم في محالنا التي تبيع الملابس النسائية (اللانجري) توظيف سيدات سعوديات تعود عليهن هذه الوظيفة بدخل مادي لا بأس به وعلى السيدات براحة نفسية حين يقصدن هذه المحال براحة وثقة يخترن ما يشأن دون حرج أو ضيق أو محاولة للإزعاج من البائع الرجل الذي لا ننكر أن هناك شرائح من النساء تعرضن للإحراج ولبعض المضايقات وأغلبهن منعهن الحياء من التصريح بهذا.

لكن نصيحتي للعاملات بهذه المحال استغلال هذه الثقة وهذه الفرصة بالعمل الجاد الذي لا يخرج عن الهدف الذي من أجله تضافرت الجهود لتوفير هذه الفرص لهن.

من آخر البحر:

انكسر البنفسج في إناء القلب

ما عرفت..

هل ألم الزجاج؟ أم الماء؟ أم البنفسج