طالعنا أخبار حوادث الطرق التي راح ضحيتها عدد من أبنائنا وبناتنا في حائل ونجران وتبوك، وغيرها من مناطق بلادنا الغالية، في الجزيرة عدد 14297، وحول هذه الحوادث وأسبابها يمكننا القول بأنه لكل مشكلة حل ومشكلة الحوادث المرورية مرتبطة بعدد من الشركاء، وهم قائد المركبة ووزارة التجارة والطريق والمركبة نفسها، والإدارة العامة للمرور ووسائل الإعلام وخطباء المساجد والحمولة الزائدة.
ودور كل جهة يتمثل في الآتي:
1- قائد المركبة يتحمّل الكفل الأكبر من المسؤولية، فصيانة محركات وإطارات المركبة والتقيد بالسرعة المحددة مسؤوليته، والتجاوز الخاطئ والانشغال عن القيادة والطريق بالتحدث بالجوال أو كتابة الرسائل. اللوحات الإرشادية على الطريق إهمالها مسؤولية قائد المركبة. الأحوال الجوية والمتغيّرات المناخية، كل ذلك إذا لم يتقيّد بها السائق، فإنه عرض نفسه والآخرين للخطر.
2- وزارة التجارة والمواصفات المقاييس تتحمّل جزءاً من المسؤولية بترك سرعات السيارات المستوردة بدون انفصال.. فالواجب أن تفصل السيارة عند تجاوز 140 كم في الساعة لتحد من السرعة المفرطة.
3- والطريق إذا كان متعرّجاً أو مساراً واحداً أو ذا طبقة رديئة أو غير منقط وليس له أكتاف، فإنه سبب مباشر في وقوع الحوادث.
4- المركبة إذا كانت ذات موديلات متقدمه ومتهالكة وذات مواصفات غير نظامية، فهي سبب من أسباب الحوادث.
5- الإدارة العامة للمرور.. مكانك سر فلا توعية ولا مطبوعات، فمنذ حضرت إشارة الضوئية غاب رجل المرور بشكل كبير عن الشارع، فلا تجده إلاّ نادراً أو بعد وقوع الحادث، فكثيراً ما نجد من يخالف النظام أو يسير بلا أنوار أو يقطع الإشارة ولا تجد من يحاسبه.. وهذا سبب من أسباب وقوع الحوادث.
6- وسائل الإعلام تعرض الحوادث يومياً، ولكن دون تعليق على الحادث وسبب وقوعه وتحذير القارئ من الوقوع في مثل هذه الأخطاء وتجنُّبها.. وكذلك عقد ندوة شهرية تعالج الأخطاء المرورية وترصد أعداد الحوادث ونتائجها.. ليتم الاستفادة منها في المدارس ويطلع عليها قائد المركبة.
7- خطباء المساجد.. المنبر أهم وسائل التوجيه والتوعية، بطرح سبل السلامة والتحذير من استخدام السيارة بشكل مفرط أو تحويلها إلى نقمة مع بيان الحكم الشرعي في تجاوز النظام المحدد، وطرح الحلول الوقائية، وبهذا يكون خطيب الجمعة شريكاً في السلامة المرورية.
8- الحمولة الزائدة.. أي مركبة تزيد حمولتها على المعتاد فإنّ ذلك يعرضها للحوادث، إما أن تسير ببطء أو تنحرف يميناً وشمالاً، فمخالفة الحمولة سبب من أسباب الحوادث.
أخي السائق.. إنني أراك عاقلاً على الأرض.. لكنك ما إن تركب الطريق تتحوّل إلى مجنون.. لماذا السرعة.. لماذا التجاوز.. لماذا قطع الإشارة.. لماذا إهمال صيانة المركبة.. لماذا الحمولة الزائدة؟؟.. كل ذلك مسؤول عن وقوعها، فلماذا لا نحكم عقولنا فالنظام يحمينا ويخدمنا.
علي بن سليمان الدبيخي