حكم الله نافذ، وكما قيل (لا ينفع حذر من قدر) وربما يؤدي الحرص الزائد لنتائج عكسية. فما أروع ديننا الإسلامي الذي يدعو إلى التوكل مع الأخذ بالأسباب، دون إفراط ولا تفريط، وما أجمل قول رسولنا الكريم حينما أخبر عن ذلك بعبارة غاية في البلاغة والإيجاز إذ قال: (اعقل وتوكل) وما أحسن قول الشاعر في البيت:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
وبالمقابل من ذلك، لا راد لقضاء الله إن شاءت عنايته وإرادته بعبد خير ورزق وطول أجل، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (.... وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.....) ويقول الشاعر في ذلك:
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نَمْ فالحوادث كلّهن أمان
حقا إن من البيان لسحرا.
من المؤسف أننا لا نشعر بجمال الأوقات إلا بعد أن تغادرنا. كم من لحظات جميلة، لم نستشعر جمالها إلا بعد فوات أوانها، وكم وكم بكينا في ساعات الاسترخاء ونحن نتذكر أوقاتاً كانت فيما مضى مصدر إزعاج ونكال، وباتت حلماً بعيد المنال، ولسان حالنا كما الشاعر:
رب يوم بكيت منه، فلما
صرت في غيره بكيت عليه
صدق القائل: (لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع)
هذه دعوة للاستمتاع والرضى بما لدينا حاليا، بدلا من البكاء عليها مستقبلا.
آخر الكلام:
إنَعَم ولَذَّ فللأُمورٍ أواخِرٌ
أَبَدًا إِذا كانَتْ لَهُنّ أَوائَلُ