لقد وعد القائد ووفى كعادته، تلك كانت العبارة التي تسبق عبارات الشكر والثناء التي استقبل بها المواطنون تطبيق برنامج (حافز) لمكافحة البطالة، فقد وجد تطبيقه سعادة لدى الجميع واستبشاراً بمستقبل أفضل بعون الله - لأبناء هذا الوطن - تنحسر فيه مشكلة البطالة، التي طال انتظارها لحسمها، وأحس شباب الوطن وفتياته بالتوجه السديد نحو تخفيف آثار تلك المشكلة، ورفع معاناة الأسر منها، بما يمثله الحافز المادي من فاتحة خير نحو الحلول الباتة التي تستأصل مشكلات البطالة في المستقبل، وما تحمله تلك الإعانة من معان إنسانية نبيلة متأصلة في قيادة المملكة الحريصة على صالح الوطن وخير وسعادة أبنائه.
وفي هذا الإطار جاءت سعادة الجميع ببدء تطبيق هذا القرار والتوجيه الإنساني الكريم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وانطلقت الألسنة بالشكر والثناء والدعاء بأن يحفظ الله للمملكة قيادتها ويوفقها دائما لخير وصالح الوطن.
والمتابع لطبيعة هذا القرار والتوجيه الإنساني الكريم لخادم الحرمين الشريفين، - يحفظه الله - يقف بكل سهولة على أبعاده الإنسانية وسماته القيادية التي تُضاف إلى موازين قيادتنا وتضاف إلى رصيدها الراسخ والثابت في سعيها لتنمية الوطن والمواطن فقد ارتبط ذلك - منذ صدور القرار - بمشكلة البطالة التي أكد خادم الحرمين الشريفين أنها تأخذ الحيز الأكبر من اهتمامه، حيث يعاني منها أبناء وبنات الوطن، ولذلك وجه يحفظه الله بأن يتم «توظيف جزء من الموارد المالية لصندوق تنمية الموارد البشرية لإقرار إعانة مالية مؤقتة للشباب الباحث عن العمل في إطار حل عادل وقابل للتطبيق في هذه المرحلة».
وحتى تستمر عمليات رعاية هذه الفئة من الشباب والفتيات للأخذ بأيديهم نحو العمل وتوفير فرصة لهم فقد وجه - يحفظه الله- بدراسة نطاق نظام التأمينات الاجتماعية بهدف إحلال العمالة الوطنية بدلا من الوافدة بما يمكن مؤسسة التأمينات الاجتماعية من وضع برنامج للتأمين التعاوني للمواطنين العاطلين عن العمل، ودعم الباحثين عن العمل باستخدام مواردها الذاتية لتكون الباكورة الاولى لحزمة من الحوافز والتنظيمات التي ستدعم برنامج السعودة.
وهكذا يجيء الحافز المادي مرتبطاً بنظام أشمل ينتظره الجميع وهو السعودة، التي أصبحت أمراً ومطلباً ملحاً في ظل تزايد أعداد العاطلين والعاطلات من أبناء الوطن وتلك الأعداد الكثيرة من مختلف الجنسيات التي تزاحم أبناءنا في مواقع العمل، ولذلك فإنه يقدر سعادة المواطنين بتطبيق الحافز المادي في إعانة البطالة كان استبشارهم وأملهم بمواصلة ومتابعة تطبيق السعودة في الأجهزة الحكومية وغيرها لتستمر مسيرة العطاء الإنساني التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله.
ويرتبط موضوع الإعانة المادية وموضوع السعودة بإستراتيجية شاملة للتوظيف في المملكة يجب أن يقف كل مسؤول إزاءها موقف الداعم والمحفز حتى يصنع الجميع مناخاً مناسباً لتوظيف الخريجين الذين تتزايد أعدادهم كل عام، ولو أرجعنا النظر إلى أعداد المنتفعين من برنامج الحافز، وأدركنا أن نسبة كبيرة من المستفيدين منه هم من الفتيات لعرفنا ووقفنا على أهم المؤشرات التي يجب أن تعالجها تلك الاستراتيجية وهي توظيف الفتيات اللاتي أصبحن يعانين من البطالة بفعل عوامل كثيرة تقف برامج ومناهج التعليم والإعداد على قمتها، إضافة لأنظمة الخدمة المدنية التي تتعامل مع المرأة أسوة بما تتعامل به مع الرجل باستثناء الإجازات المناسبة لطبيعة المرأة وخصوصيتها.
فقد بحت الأصوات التي تطالب بإفساح المجال أمام المرأة الموظفة للعمل نصف الوقت، والتقاعد المبكر، وغير ذلك مما يوفر فرص العمل، ولا يخل بمسؤوليات العمل والوظيفة، بل يتلاءم مع طبيعة عمل المرأة في القطاعات النسوية التي تناسبها وبصفة خاصة في التعليم الذي هو في حاجة إلى الصحة والنشاط والحيوية، فهل آن الأوان لمدارسة ومناقشة كافة السبل التي تتيح فرصاً متنامية لتوظيف المرأة؟ وهل حان الوقت لمبادرات جريئة من المسؤولين عن قطاعات التوظيف في الدولة تتناسب مع طموحات أبناء الوطن التي يوليها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين كل اهتمامهم؟
إننا ونحن نتوجه بالشكر لقيادتنا على ما تقوم به نحو أبناء وبنات الوطن داعين الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم - نتوجه إلى المسؤولين آملين أن يكونوا على مستوى تلك المسؤوليات التي كلفهم وشرفهم بها قائد مسيرتنا لخدمة الوطن والمواطن، وندعو الله لهم بالتوفيق والسداد.
- وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام - سابقا