مدينة الرياض وقد صارت المدينة الأسرع نمواً في العالم... وبحكم ما آلت إليه من مثل ذلك الاتساع في الطول والعرض وبفعل مالآت التطور وخطواته المتسارعة فيما صار من ذلك النمو العمراني للقطاعين العام والخاص وما صاحب ذلك من تلك الزيادة الكبيرة في أعداد السكان والمقيمين... مما لم تعد معه هذه المدينة تتحمل المزيد منه... مما صار يثقل كاهلها ويزيد من أعباء سكانها ممن صاروا يتكبدون الازدحام الشديد الذي صار له الأثر والتأثير في إعاقة حراك السكان بهذه المدينة على مختلف وجهاتهم.. كالطلبة والموظفين وعناصر الحراك التجاري والعمالة ممن تتزايد معاناتهم بفعل الازدحام الشديد الذي يعيق بلوغ كل منهم غايته.. برغم ما تبذله الجهات المعنية والمسؤولة من نشاطات مشهودة في سبيل تذليل المعوقات مثل إنشاء الأنفاق وإقامة الكباري وكل ما من شأنه التسهيل على ساكني هذه المدينة أثناء تمركزهم بين أنحائها وأطرافها المتباعدة.. والذي وبرغم سخائه لم يحقق الوصول إلى توفير كامل الراحة للمواطنين بسبب عدم قدرته على مسايرة ذلك التطور الكاسح الذي لا يعرف التوقف.. الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية والمسؤولة الذهاب إلى الأبعد من مجرد توفير أسباب التخفيف على سكان هذه المدينة الكبيرة.. فلا بد والأمر كما على هذه الحال النظر بجدية في التخفيف على هذه المدينة وذلك بتغيير اتجاه البوصلة نحو مكان آخر مما يعتبر امتداداً لهذه المدينة وجعله المكان الموازي الذي يمكن إقامة كل مستجدات النهوض فيه.. مثل إقامة المنشآت الحكومية كالكليات المستحدثة التابعة للجامعات الموجودة بالرياض وبعض المستشفيات وغير ذلك وحتى المتعلق منها بالقطاع الخاص.. وليس ثمة مكان مناسب لمثل ذلك التمدد والتطور المطرد غير تلك الفضاءات الواسعة من الصحراء بمنطقة سدير لتفرد موقعها من حيث توسطه للعديد من المناطق التي تحدها من كل الجهات وترتبط بها دون عناء والتي ستمثل نقطة ارتكاز لهذه المناطق ومكان التجمع للأنشطة التجارية مما يصب في مصلحة الجميع ذلك الموقع المتميز الذي سوف تكون به إحدى محطات السكك الحديد التي تربط بين حائل والرياض مما سوف يضيف بعداً تجارياً وتيسيراً للمقيمين بهذا الموقع مستقبلاً جراء التنقل منه وإليه...
إن أمر التخفيف على مدينة الرياض مما حان وقته وتطوير مثل تلك الأنحاء سوف ينتج قاعدة لمناطق عديدة ولاسيما تلك التي تحد ذلك الموقع من جهاته المختلفة.. إن مآلات التطور تسير بخطاها المتسارعة كما وكيفا مما يتطلب المواجهة واتخاذ القرارات المناسبة ومن بينها الذهاب لجعل منطقة سدير المكان المناسب لمستجدات النهوض والتطور لمدينة ضاقت بما رحبت ولتكون منطقة سدير الجغرافيا والتاريخ وجزء اليمامة الشمالي المآل لكل الجديد مما تقرر وسوف يتقرر إقامته لمدينة الرياض ليكون بذلك الموقع الجديد بحدوده الممتدة والموصلة لما حوله من تجمعات سكنية مهمة والتي سوف يطالها من تطويره الكثير وما سيكون لدورها المؤثر فيه فعلاً وتفاعلاً بعد أن يصير الاتجاه لهذا المكان بتاريخه العبق والذي يحاول البعض طمسه وتجاهله وبرغم ما صار له من ذلك المكان والمكانة عبر التاريخ.
سدير ذلك الإقليم المتسع النطاق لا يمكن اختزاله في موقع أو مدينة أو تجاهل أهميته باعتباره مكوناً مناطقياً بالغ الأهمية وبحدوده التي تطال مدآتها الدهناء شرقاً ووادي العتش جنوباً والعرمه شمالاً ومنطقتي الوشم والقصيم غرباً والذي سوف يكون الموقع المفضل لدى الجميع,.
هذا ونسأل الله أن يكتب التوفيق للجميع وأن يتولى جزاء كل مخلص لدينه ومليكه ووطنه إنه سميع الدعاء مجيبه.