إذا كنا قد استبشرنا بدخول وزارة الصحة في طريق مكافحة الفساد، فإننا نود أن نلفت نظرها بأن هذا الفساد لا يبدأ ولا ينتهي بسرقة أدوية أو التغاضي عن الإهمال في مناقصة، بل يمتد إلى سرقة طموح طبيب شاب أو إهمال تدريب أخصائية مختبر.
نحن نعيش اليوم صراع الكفاءات والخبرات، فمن خلالها نصنع بيئة علاجية حقيقية غير اتكالية. وبدونها، فلن نتجرأ على الحديث عن أجيال طبية ستنهض بالوطن، في مجال الخدمات الصحية المتقدمة.
ومن هنا، فإن على الوزارة، أن تنتبه لشبابنا وشاباتنا العاملين والعاملات في العيادات وفي غرف العمليات وفي المختبرات وفي أجنحة الطوارئ، فهناك من يحاول أن يخمد جذوة الحماس والنشاط والولاء والانتماء في هؤلاء الممارسين الصحيين، وتحويلهم إلى أشباه موظفين، وذلك ليخلو لهم الجو!
إن عدم مراقبة الأجانب الذين يحلو للإدارات التنفيذية أن يسلموهم زمام الإشراف على معظم الأقسام الطبية، هو من أخطر أشكال الفساد في وزارة الصحة. ولا يحتاج أن أسمي للوزير المستشفيات التي ينخر فيها هذا الفساد، فهو يعرفها جيداً، ولكنني أثق كل الثقة بأنه سيبدأ في السير في طريق إنقاذ أطبائنا وأخصائيينا من سرقات الأجانب لطموحاتهم، كما بدأ في السير في طريق إنقاذ الأدوية من المختلسين!