رحم الله هذا الرجل المحسن في حديثه المحسن في عمله، وواقعه عملي، وكلامه واقعي، لا يتكلم إلا ومعه الفعل حاضر، ولا يفعل أمراً إلا ومعه صدق القول والفكرة، وهذا لعمري معنى الإحسان في القول والفعل والعمل، تدعمه المعرفة بالناس، فهو خبير بهم «بطبقاتهم، بأسرهم، بمستوياتهم في المجتمع».
من هنا أقدم على العمل الواقعي في حياته، على ضوء معرفته بالآخرين، وتسنم الأعمال التجارية والاقتصادية الفعلية فمن صرافة وعملة إلى تجارة في الأغذية والعقار والعمل الحر الوسيع الذي لا حدود له إلا شرع الله سبحانه وتعالى من مخافة الله وزكاة وربح واقعي معروف، لا ضير به على نفسه وعمله ولا ضرار على المتعاملين معه من أقرانه التجار.. تجار العقار والصرافة والأغذية والأعمال الحرة المشروعة فاشتهر بين قومه بالأمانة والإخلاص ووضع الأشياء في مواضعها ونفع الآخرين بإتاحة الفرصة في المجال العملي والإقراض والتقوية والمساعدة لهم بالتي هي أحسن، من القول في المنطق، وحس التصرف في الفعال والأعمال وسرعة الشروع في الإنجازات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والعملية هذه ملامح الرجل عمر أحمد السبيع بادحدح.. القوال المنجز ملامح لا لتعريفه، بل أردت من ذلك مفتاح شخصيته الحيوية والإنسانية التي تعرف الآخرين به، بفكره بمعرفته وبعمله وعلاقته مع الناس والمسؤولين والرسميين من هنا اختار شيخنا أعمالاً فوق أعماله الاعتيادية والطبيعية والإنسانية هي كالبر والإحسان للمعسرين والسجناء والمدينين أو المديونين أو أولئك الذين وقفت (إرادة الله) دون مضيهم في الحياة العملية والعملية والاجتماعية قدماً إلى الأمام، فتجد الشيخ عمر بادحدح بين منزله ومكتبه، والمؤسسات يخدم أولئك وله شرف السيادة -كما قال المثل: خادم القوم سيدهم..!
ولقد يكون دافعه الشخصي هو في مساعدة الناس أجمعين وأنه رجل عمل ناجح فوثق به المسؤولون في الدولة السعودية الكريمة فعهد إليه بإدارة تلك الهيئة أو الجمعية منذ سنين عديدة.
وليس هذا فحسب بل إن الشيخ عمر -رحمه الله- لا يبتغي من وراء ما اختاره لنفسه مع أقرانه من رواد العمل الخيري جزاء ولا شكوراً بل يحتسب ذلك في سبيل الله من الله وفي الله عز وجل، كذلك هو مع طلبة العلم وتحفيظ القرآن الكريم حيث فتح حلقات في مساجد في جدة وبعض المدارس الأهلية الخاصة فيها وله في ذلك أياد بيض لطلبة العلم في التدريس العام والجامعي والمبتعثين في خارج هذا المجتمع الكريم الأمين.. هذا غيض من فيض في كلمة عجالة كتبتها عن رجل عرفته غريباً بين الرجال وطوبى للغرباء والله من وراء القصد.