نختلف عادةً في ردود أفعالنا تجاه بعض النصوص الشعرية ولكن لا نلبث أن نتفق تجاه نصوص أخرى؛ نتفق على جمالها ونتسابق على إظهار كوامن الإبداع داخلها.
الفرق بين هذه وتلك أن الأخرى كتبت بلغة الشعر والأولى كتبت لكسب الرضا أو لمجرد إيداع نص شعري على صفحة ملوَّنة, أعتقد أن ما يميز شاعراً مبدعاً عن ناظم عادي هو أن الأول يكتب بهاجس القصيدة والآخر يكتب للرضا فقط ذلك الرضا أما من أشخاص معينين لهدف ما أو لرضا النفس الضعيفة بأن تقول عنه إنه شاعر.
هاجس القصيدة ذلك ما ميَّز جيلاً مبدعاً يكتب للنص الشعري فقط، بل ينافس نفسه بهاجس داخلي ورقيب خطير يدفعه دوماً لأن يكون مميزاً في طرحه الأدبي لا يهمه أن يكتب الشعر لأجل عيني فلانة أو جسد فلانة، بل يكتبه في عينيها وجسدها بلغته وأدواته مميزاته التي جلعته خلاّقاً.
يجب على كثير من نظام الساحة أن يراجعوا أنفسهم قبل أن يطلقوا على أنفسهم شعراء وعليهم أن يصنّفوا أنفسهم نظاماً أهون من أن يصنّفهم غيرهم.
نهاية:
تغريبة العمر تمضي بالزمان العجيب
في رحلة الذات يبقى من تصاويبها
ليت الليالي تخبر وين عمري يغيب
وليت المنايا تعلمني باساليبها
zabin11@hotmail.com