محدودية استيعاب ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة وصغره ليس استثناء بل هوجزء من مشكلة مرافق جدة.. فمعظم مرافق هذه المدينة أصبحت عاجزة عن استيعاب التوسع السكاني.. والهجرة السنوية لها من مختلف المناطق خاصة من المنطقة الجنوبية.. ساحلا أوسراةً.. مما جعل جميع مرافقها لا تسد حاجة أهلها.. فمستشفيات وزارة الصحة كما هي منذ أكثر من ثلاثة عقود.. وقس على ذلك جميع المرافق.. فلا ملعب يحتمل جماهير فريقين كبيرين مثل الأهلي والهلال مثلا.. ولا ساحات في الأحياء.. بل إن أحد أصدقائي اشترى بيتا جميلا يطل على حديقة جميلة.. وبعد أقل من عام تم التطبيق على الحديقة وتحولت لعمائر كبيرة.. ومحلات تجارية.. فباع منزله بنصف ثمنه.. وذهب ماله هدرا.
نعود لملعب الأمير عبدالله الفيصل هذا الملعب العتيد الذي تم إنشاؤه عندما كان صاحب السموالملكي الأمير خالد الفيصل رئيسا عاما لرعاية الشباب.. فقد كان ملعبا جيدا قبل أربعة عقود أما الآن فهوفي انتظار كارثة حقيقية – لا قدر الله - حتى يتم البدء في تعليته.. وليس توسعته.. فالتعلية هي الكلمة الأدق.. ويقصد بها تعلية مدرجات الملعب تماما كما حدث في ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز) بالرياض قبل عدة سنوات.
هذا ونحن هنا نطالب بالتعلية العاجلة وليس اكتفاء لجدة بهذا الملعب العتيد.. بل درءا لكارثة الكل يتكلم ويحذر منها.. وانتظارا لإنشاء مدينة الملك عبدالله الرياضية في موقعها الجديد شمال مطار جدة.. ففيه الحل النهائي قبل وقوع الكارثة - لا قدر الله.
بقي هناك حل عاجل وهوالملعب الكبير والجميل التابع لمعهد الدفاع الجوي بجدة.. والذي أسسه صاحب السموالملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.. وأجزم يقينا أن سموه الكريم لن يتوانى في تسهيل إقامة المباريات على أرضه.. وهومهيأ بالكراسي المرقمة.. وسعته (22) ألف مقعد.. بينما المقصورة الخاصة تتسع لمئة وخمسين مقعدا لكبار الشخصيات.. وملحق به مرافق في منتهى الجودة منها مركز طبي مجهز وعالي الجودة.. لعله يكون حلا مؤقتا حتى تتم التعلية المنشودة.. وبالله التوفيق والسداد.
الدوري بدأ يحلو!!
من وجهة نظري كأهلاوي أن (حلاوة) الدوري بدأت ترفع ذائقته ومتعته.. ومن حق الجماهير الأهلاوية أن تفرح وتسعد وتحتفل بموقع فريقها في الدوري.. إنما كمنصف ما زلت عند رأيي أن مستوى الهلال والشباب قد انخفض كثيرا عن المواسم السابقة.. أما الاتحاد فقد دارت عليه الدوائر.. والاتفاق لن يفيق إلا على المركز الرابع أوالخامس.. والأهلي لم يبلغ المأمول من حيث المستوى.. ففي مباراتي الهلال بالرياض وجدة لم يكن مقنعا على الإطلاق .
أما الحكم على مركز الصدارة فما زال مبكرا.. فالصدارة الحالية للأهلي قد تزيد الضغوط على لاعبي الأهلي.. وقد رأينا في مباراة الهلال كيف اختفى فيكتور سيموس.. وكيف
(خبص) الدفاع خاصة كامل المر.. والهلال رغم النقص وبأجنبي واحد كان هوالأفضل داخل الملعب.. لذا على مدرب الأهلي ألا تغره هذه النقاط التي يلتهمها الفريق.. فالجولات القادمة لا يعلم نتائجها إلا الله.. ولاعب مثل كامل المر قد (يجيب العيد) ويطير الدوري.. فليس في كل مرة تسلم الجرة.. والبحث عن ظهير من داخل النادي أومن خارجه بديلا عن كامل المر أصبح ضرورة.. في الوقت الذي ارتفع فيه مستوى كامل الموسى ومنصور الحربي.. وكذلك تألق الحارس ياسر المسليم.. وأجاد الوسط بوجود المذهل كوماتشوالذي أعاد اكتشاف قدراته بعد أن ذبلت في الشباب.. بينما الهجوم الأهلاوي يعتبر الأفضل بين الفرق بوجود السفاح فيكتور والعماني الحوسني الذي يهوى التمثيل كثيرا دون داع مما ينقص من قيمته كلاعب متميز.. على كلٍ فالأهم الآن على التشيكي كارل جاروليم ترميم منطقة الظهير الأيمن فالمر قد يمرمر أفراح الأهلاويين لا قدر الله.
نبضات !!
قرأت خبرا يقول : (بدأت FIFA في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد ستة حكام تتعلق بمباراتين ((وديتين)) بين بوليفيا ولاتفيا وبين استونيا وبلغاريا) وبودي لوأخذ أولئك الحكام دورة لدينا للخروج من المآزق.. وذلك بكسر نافذة منزل شعبي أو(تنسيم كفر سيارة) أوحتى كسر زجاج السيارة أوطرف من باب منزل لكل من الحكمين ومساعديهما.. مع كتابة عبارة على المنزل مثل (أنت أوربي يا حكم) ليلقوا الاهتمام والمقابلات والاتصالات والاحتفاءات التي لقيها الحكم الذي (عفس) الدوري (فوق تحت).. والله المستعان !!
بالمناسبة تردد لدينا (شتم) الحكام من مرحلة هتاف (ما فيه سيارة يا حكم) إلى مادون ذلك حتى وصل الهتاف إلى شتم أعراض الحكام.. تلك الهتافات التي لا تسمعها لجنة الانضباط رغم تغير أفرادها.. ولكن بوصلتها متوجهة إلى لون واحد ما تحيد عنه.. لغز العصر!!
أصبع اللاعب الكاميروني إيمانا.. فضحت مدى التعصب الذي وصل إليه الإعلام الرياضي المحلي منذ بدء الحادثة وحتى نهايتها في الإمارات.. وللمرة المئة يثبت الإماراتيون بأنهم يعيشون أجواء رياضية أنظف وأرقى من أجوائنا التي تتسارع ككرة الثلج إلى الهاوية !!
جر الهلال وإشغاله بأمور خارج الملعب مر بها الأهلي في التسعينات الهجرية ومن نفس الجهات التي تتعمد إشغال الهلال والهلاليين الآن.. وبإذن الله لي عودة للموضوع !!
مسك الختام : قال تعالى {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ}، تدبروا الآية الكريمة.. وتذكروا تلك اللحظة التي لا ينفعك عندها مال ولا بنون.. فقد أزفت الآزفة والله المستعان.