ناشدت المملكة عبر سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ضمير العالم، إن كان لا يزال هناك ضمير حي، يهتم بغيره. ومع أنه ليس هناك أقسى من تأنيب الضمير فإننا نجد هناك إهمالاً وتجاهلاً وصمتاً على ما يجري في سوريا؛ فالذبح مستمر، ويجري تحت أنظار من يسمونهم بالمراقبين العرب؛ ففي خلال عشرين يوماً وُجِد فيها المراقبون العرب بسوريا دفع السوريون أربعمائة وخمسين ضحية، سقطت نتيجة تعنت النظام السوري، وغياب الضمير العالمي، بما فيه بعض ضمائر العرب.
أمام هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه الأشقاء السوريون أعلنت المملكة بكل وضوح وصدق، لا يمكن المزايدة عليهما، أنها لن تقبل أن تكون ضمن شهداء الزور، وقررت سحب المراقبين السعوديين الذين كانوا ضمن بعثة المراقبين العرب.
وقد حظي سحب المراقبين السعوديين بتقدير واحترام الشعب السوري الثائر، وقبلهم بتقدير واحترام المواطنين السعوديين، الذين لا يريدون أن يكون للسعوديين دور فيما يجري على أرض سوريا من ذبح متعمَّد للشعب السوري، وأن يتم استخدامهم لتبرير الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، والتغطية والتستر عليها.
الموقف السعودي الرافض للتغطية على الجرائم التي يرتكبها النظام السوري، الذي حصل على مهلة جديدة؛ ليرتكب مزيداً من الجرائم! يتطلب من العرب جميعاً والأسرة الدولية مسلمين وغربيين وحتى شرقيين أن تستيقظ ضمائرهم؛ فالأبرياء يُقتَلون في سوريا بدم بارد، وللأسف تُغطَّى على هذه الجريمة من قِبل مَنْ يُحسبون أشقاء للسوريين..!!
المملكة العربية السعودية وضعت العرب والمجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولياتهم، بما في ذلك جامعة الدول العربية، التي لا تزال أسيرة حلفاء النظام السوري، الذين استطاعوا حتى الآن تأخير إنقاذ الشعب السوري من إجرامه، وكذلك منظمة الأمم المتحدة التي يشل عملها فيما يخص الأزمة السورية الابتزاز الروسي والصيني.
هاتان المنظمتان، الإقليمية والدولية، أمام اختبار صعب، اختبار الضمير الإنساني، إن كان هناك ضمير، في ظل طغيان المصالح. فالعرب، أو بالأحرى مَنْ تبقى من العرب، قدَّموا مبادرة عربية، تتضمن حلاً، يفرض على بشار الأسد تسليم صلاحياته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وطنية، تهيئ الأوضاع لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، على غرار ما تم في اليمن، ويُطلق سراح المعتقلين، وقبل ذلك تُسحب القوات المسلحة وآلياتها، ويتوقف القتل في سوريا.
هل تستيقظ كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وتتعاونان لتحقيق الحل العربي في سوريا، وإنقاذ الشعب السوري من المذابح اليومية التي يتعرض لها في ظل مراقبة مشبوهة ممن يسمونهم بالمراقبين العرب؟!