على الرغم من أنني أؤيد برنامج الابتعاث، كمصدر أساس من مصادر صناعة العقول المنتجة والطاقات المؤهلة والمدربة، إلاَّ أنني أستغرب من القرار الجامعي الذي يلزم المعيدة باستكمال دراستها في الخارج، مع معرفة المسؤولين أن قرار السفر مرتبط إرتباطاً شطرطونياً بموافقة أو مرافقة ما يُسمى «ولي الأمر»!
إن مثل هذا القرار كان له نتائج محزنة، تتمثل في بقاء طاقات فتياتنا على الرف، دون أن تتم الاستفادة منها، أو في جلوسها على رصيف البطالة، تنتظر صدقة من المحسنين الإداريين في الجامعة! وأنا هنا أشعر ببعض شعور مسؤولينا الجامعيين. فهم واثقون أن مخرجاتهم رديئة إلى الحد الذي يجبرون فيه المعيدات على السفر إلى الخارج، ليس لاستكمال الدراسة فقط، بل لإصلاح ما أفسده دهر الجامعة. وكما أشرت، فأنا أتحمس وأشجع مثل هذه المبادرة الإدارية، لكنني أختلف مع من يلزم بها فتياتنا أو حتى فتياننا .
و لكي نُوجد منطقة وسطى لهذين الإتجاهين المتعاكسين، فإنني أقترح على الجامعة أن تتعاون مع عدد من الجامعات الأمريكية والكندية والبريطانية، لتأسيس برنامج محلي لتأهيل هؤلاء المعيدات والمعيدين، بحيث يعادل درجة الماجستير. وبهكذا برنامج، سنحقق رغبة الجامعة، وسنراعي ظروف من لا يُتاح لهم السفر للخارج.