بخطوات متأنية، وأهداف مدروسة، وغايات سامية ولدت فكرة، أو برنامج (الأسر المنتجة)، منبثقة في بدايتها من المؤسسات الاجتماعية، ذات التوجه الخيري، مستثمرة بالإنسان أيّاً كان مستواه، مؤمنة كل الإيمان، أنه قادر مهما كانت ظروفه وأحواله على بناء ذاته، وبناء أسرته بصورة شريفة، تحافظ على كرامته وكرامتها، وتؤهله نفسياً واجتماعياً للاندماج في مسالك الحياة، ومع أطياف المجتمع المختلفة، بكل ثقة واقتدار، واطمئنان إلى مستقبل مشرق، ملؤه التفاؤل.
من خلال هذا البرنامج وقفت وزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة التجارة ممثلة في الغرف التجارية والصناعية وقفة إيجابية وشجاعة، وأسهمت المؤسسات المالية بشكل كبير في الدعم والمساندة، وتبسيط إجراءات التمويل والاقتراض، بتوجيه كريم من القيادة العليا لهذا البلد المعطاء.
اليوم، تتهيأ لنا فرص نادرة، ونحن أمام نافذة أخرى من المنافذ الاستثمارية الجديدة والكبيرة أمام المرأة السعودية عامة، والأسر المنتجة خاصة، بعد التوجيه بتأنيث بعض الأنشطة في المجمعات والأسواق التجارية الكبرى، وأعني تلك الأنشطة التي تتلاءم واحتياجات المرأة.
لا أدري، أو ربما فاتني عما إذا كان هناك أولويات في التنظيم، تتضمن تسهيلات (للأسر المنتجة)، دون غيرها، فنحن لا نعلم بالفعل من اقتحم هذه المهن بتلك السرعة، وسنظل جاهلين بحكم الحصانة الاجتماعية التي تتمتع بها المرأة، لم نعد نفرق، ونحن نجوس تلك الأسواق بين بنات الوطن، أو سواهن من المتسللات، أو المتخلفات، أو حتى الخادمات، أو حتى الموظفات، لا أحد يعلم، ولن يعلم أحد عن نسبة السعودة، فالمراقب يتعامل مع عوالم مجهولة، يكسوها السواد من الرأس إلى أخمص القدمين، ولن تستطيع الجهات الرقابية، مهما أوتيت من قوة من الاستكشاف بسهولة، إذن هذه خطوة من الطبيعي، أو يفترض أن تتلوها خطوات في الإسراع بتوظيف مراقبات، يتبعن وزارة العمل، أو وزارة الداخلية، فقد تتطور الأفكار، وتفرض الظروف إنشاء مجمعات تجارية خاصة بالنساء، تتعدد فيها المناشط وتتوسع، فنكون هيأنا أنفسنا لهذه المرحلة المستقبلية.
أعود فأقول: كم كنا نتمنى البدء بمن تم حصرهم في برامج (الأسر المنتجة)، فهم في كل منطقة، ومحافظة، ومركز. خضعت المرأة من هذه الفئة إلى برامج تدريبية متطورة، في طرق الاستثمار، وفن إدارة المشاريع، وحسن التدبير، بل وتلقين قيم دينية وتوعوية في أخلاقيات تلك المهن الشريفة، قبل الزج بهن في الأسواق. أشد ما أخشاه أن يفاجأن بمثل ما فوجئ به الرجال، من ظواهر التستر أمامهم، فتلجأ المرأة - وقد بدت البوادر - إلى أساليب أخرى، تضر بالوطن والمواطن، وهن مع تقديري لبعضهن أشد دهاء، وأعظم كيداً، وأكثر مكراً متى ما أردن ذلك، إذن ننتظر بما تحبل به الأيام من مفاجآت.
dr_alawees@hotmail.com