منذ تلك المباراة التي أدارها الحكم ظافر أبو زندة منذ سنوات خلت والتي حصل فيها لغط حول الخطأ التحكيمي حينما قيل إن لاعب الهلال النزهان منع دخول الكرة للمرمى بيده وهي القضية التي ظلت حاضرة في أذهان البعض ممن يتبنون هذا النهج فقد ظلوا يستحضرونها في كل مناسبة وظلت عالقة بأذهانهم يدلون بها كشاهد على انكساراتهم المتوالية حتى أصبحت وكأنها تاريخ يماثل ما نسمعه من تواريخ عالقة بأحداث ماضية مثل - سنة جراب وسنة الرحمة وسنة السبلة- فلم يبق إلا أن يُقال سنة أبو زندة من كثرة ما يرددونها وهم وإن ظلوا يستحضرونها في كل مناسبة فهذا عليهم وليس لهم لأنها الحجة الوحيدة في جعبتهم وإلا لما ظلوا يرددونها طوال تلك المدة وقد اعتزل اللاعب والحكم منذ سنوات وما زالت حاضرة في أذهانهم ولو كان لديهم غيرها لما عضّوا عليها بالنواجذ طوال تلك الفترة! ولكن الآن وقد بدّل الله من حال إلى حال وانقلب السحر على الساحر، حيث دارت الأيام وتكرّر المشهد والسيناريو وبصافرة برتغالية، حيث منع اللاعب الأهلاوي (جفين البيشي) هدفاً هلالياً بيده، بل إن الحكم زاد الطين بلّة بكارثة أكبر وأمرّ بعد أن ألغى هدفاً هلالياً صحيحاً بداعي التسلّل وهو هدف صريح بشهادة الجميع من محلّلين وحكام، والآن وبعد هذه الكارثة التحكيمية المزدوجة هل سينسى أو يتناسى هؤلاء (سنة أبو زندة) أم أنها ستبقى حاضرة في كل مناسبة يكسبون بها بصافرة خاطئة فتكون شاهداً عليهم وليست لهم.
أحد أولئك المأزومين الذي قال بعد مباراة الهلال ونجران إن الهلال أخذ النقاط ظلماً وبهتاناً بسبب أن هدف الهلال جاء في الوقت بدل الضائع ولأنه كان متوتراً في تلك اللحظة فلم يحتمل صدمة الهدف، حيث رمى التهم جزافاً مع أن جميع الحكام أثبتوا صحة القرار، إلا أن صاحبنا الذي بلغ من العمر عتياً دائماً ما يظهر متوتراً ويطلق للسانه العنان دون ضابط أو رابط مما يوقعه في مطبات تكون وبالاً عليه وهذا ما حدث حينما ظهر بعد مباراة الهلال والتعاون بلباس الرزين، حيث انبرى لا فضّ فوه قائلاً (إن الحكم بشر يخطئ ويصيب وإن الخطأ جزء من اللعبة وإن جميع الفرق بدون استثناء قد تضرَّرت واستفادت من التحكيم)، حيث استفاق بعد عقود من سباته العميق! - قال ذلك قبل مباراة فريقه المفضّل الأهلي مع الهلال-. لقد ضحكت حد القهقهة من هذا الطرح وشرّ البليّة ما يضحك - كل هذا التحول الدراماتيكي لأن الهلال هو المتضرّر وبخطأ لا يقبل الشك والتأويل- أما وقد فاز الهلال على نجران بهدف شرعي وبقرار صحيح ولأنه لم يعجب صاحبنا فذلك ظلم وبهتان. خوش إعلامي.
أخيراً وبعد أن تغاضى الحكم البرتغالي عن هدف هلالي اعترضته يد أهلاوية وألغى هدفاً صحيحاً بحجة التسلّل وخسر الهلال النقاط كما خسر مثلها أمام التعاون، حيث فقد الهلال الصدارة بأخطاء تحكيمية واضحة أبعدته للمركز الرابع وربما يفقد البطولة بسببها ومع ذلك لم نسمع من الهلاليين سوى طرح عقلاني ينم عن وعي وإدراك لمعنى الرياضة ومفهوم التنافس بعيداً عن التأزيم والتضخيم والمؤامرة.
وقفة
فيما مضى خطا الحكم كان ممنوع
لو كان صعب وغامض ما يشافي
هرج يكرر بين مقري ومسموع
كل سعى فيها ولبى وطافي
واليوم صار الظن والشك مرفوع
لو الخطا واضح فلا به خلافي
ثلاث مثل الشمس مرن باسبوع
مع اختلاف اللون صارت عوافي