إذا كانت بعض الدول من حولنا تعيش حالة مخاض أطلق عليها الساسة والمتابعون الربيع العربي، كان نتاج أنظمة نهجت سياسة متسلطة دكتاتورية، أكلت الأخضر واليابس على حساب شعوبها التي تعيش تحت خط الفقر حتى فاقت من غفلتها وكسرت حاجز الخوف، فثارت وتحقق للبعض منها ما تصبو إليه، والبعض الآخر ينتظر، المسالمون من الشعوب يودون أن صلحت أحوال الأنظمة الحاكمة في بلدانها دون اللجوء إلى طريق هذه الثورات والاضطرابات العارمة التي أزهقت الأرواح وأتلفت البنى التحتية لبلدانها، بلادنا - ولله الحمد - أمام هذه الثورات وقفت صلبة منيعة أمام (حنين وأخواتها) فهي تعيش هذه الأيام ربيعاً آخر، ولكنه حقيقي غير مزيف، يغاير بالتمام والكمال ما يسمى بالربيع العربي، يوم الاثنين الموافق 1-2-1433هـ، أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ميزانية الخير لبلد الخير، بنيت على لغة الأرقام الفلكية التاريخية، غير المسبوقة لهذا الوطن، في نظري أن هذه الميزانية هبة ربانية منحها الله لهذه البلاد التي تقيم شرعه المطهر، وترعى شئون الحرمين الشريفين، وتمد آياديها الخيرة لكل محتاج ومستغيث، الآمال متعلقة بهذه الميزانية، التي ليس لها حدود، فالمواطن يعلق عليها طموحاته الكبيرة وآماله البعيدة، لا شك أن ميزانية هذا العام تعد مفخرة لبلادنا، والجميع يقدر ذلك، ففي هذا الزمن الذي تعاني فيه دولاً عدة من ظروف سياسية صعبة وأزمات مالية مضطربة، جاءت ميزانية الخير - ولله الحمد - مؤكدة علو كعب هذه الدولة الفتية وثباتها، وعدم التأثر بالظروف والمتغيرات المحيطة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو مالية أو تجارية، خادم البيتين، الملك عبدالله، قال كلمة أثناء إعلان الميزانية، دوت في آذان المخلصين من المواطنين، أضفت روحانية على القلوب والعقول، يوم أن حمد الله على هذه الميزانية، وعدها نعمة ظاهرة أنعمها المولى على هذه البلاد، يجب أن تقابل بالشكر، فبالشكر تدوم النعم، لك الله يا أبا متعب، يوم أن كان لسانك رطباً بذكر الله، تعزو كل خير ترفل به بلادنا للمنعم جل وعلا، هذا القائد، المصلح، أكد على الوزراء، تحمل مسئولياتهم أمام الله، وجعل الكرة في مرماهم، ليس لهم عذر بعد اليوم، وبالتالي، أصبح المواطن يعول عليهم تحقيق طموحاته وآماله العريضة، لا سيما الخدمية منها، كالتعليم والصحة، وهما القطاعان اللذان - وللأسف الشديد - خدماتهما محل نظ، لا ترقى لتطلعات ورغبات المواطن، الملك ليس شمساً، نعم هو رقم فاعل مع الأرقام المخلصة، غير أنه الرقم واحد (1) ليس وزير الصحة ولا وزير التربية والتعليم، ولا وزير التجارة، ولا الزراعة، ولا وزير المالية، ولا المياه والكهرباء، حتى يلقى اللوم عليه في حالات التقصير، يكفي أنه - أطال الله عمره - يؤكد دوماً، وبلغة الحريص على إبراء الذمة، ويعتبر مصلحة الوطن والمواطن من أولويات اهتماماته، ويعدها خطاً أحمر، لا ينبغي تجاوزه، مهما علت الأسباب والمبررات، تمثل توجهه الكريم، بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد،لمحاسبة المقصر والفاسد، كائناً من كان، حق لنا أن نطلق على مليكنا لقب (المصلح) دون منازع، ليس من حقنا كمواطنين أن نفسر الأمور كما يروق لنا، وليس من مصلحتنا التشكيك بالنيات، المواطنة الحقة تفرض علينا الوقوف بجانب قيادتنا الرشيدة، ونكون لها عيوناً ساهرة في السراء والضراء، لا نسمع للحساد والحقاد، ولا لتلك الأبواق المظلمة، التي تطلق فقاعاتها المسرطنة من أوكارها في الخارج، بقي القول إن ما نحن فيه في بلادنا من خير وفير ونعمة ضافية، نتفيء ضلالها، هي بفضل الله أولاً ثم بتمسك قيادتنا بمنهجها القويم، القائم على تطبيق شرع الله المطهر، منذ أن وحدها المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وسار أبناؤه البررة على نهجه، حتى هذا العصر الذهبي، عهد الملك عبدالله، وولي عهد الوفي الأمير نايف، وستبقى بلادنا بحول الله وقوته، واحة أمن واطمئنان واستقرار، للمواطنين والمقيمين، والحجاج والمعتمرين، ولكل الشرفاء القاصدين، بعيدة عن الثورات وأيدي العابثين...ودام عزك يا وطن.
dr-al-jwair@hotmail.com