اجتمعت النسوة، وكان موضوع نقاشهن عن الخادمات، وهل وجودهن ضرورة ملحة يتطلبها المنزل، أم يمكن الاستغناء عن خدماتهن؟، وتفاوتت الآراء بين مؤيدة ومعارضة..
قالت إحداهن: أنا لا أستغني عن الخادمة، فقد باتت إحدى متطلبات العصر، فمن سينظف البيت، ومن سيعد الطعام، ومن سيعتني بالأطفال؟، ليس لدي وقت فوظيفتي تشغل فترة طويلة من يومي.
وعارضت أخرى بشدة وبقطعية وجود خادمة في منزلها، فهي لا تريد مشاكلهن الكثيرة، وتشعر بسعادة بالغة عندما تثبت جدارتها في تدبير شؤون منزلها، والاعتناء بأطفالها، وجدولة مسؤولياتها.
وأيدتها ثالثة قائلة: في الحركة بركة، وهي لا تثق بكفاءة الخادمات، فهذا بيتها وليس بيت الخادمة.
وقالت الرابعة: أقوم بتنظيف بيتي بنفسي، فلا طاقة لي على تدريب الخادمة ومتابعتها، ولا أريد صداعاً في منزلي.
والخامسة عبرت عن رعبها الشديد من جرائم الخادمات ضد الأطفال العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، فهي لديها طفل رضيع، ولديها وظيفة، وتفضل ترك رضيعها لدى إحدى قريباتها في أيدي أمينة على أن تستعين بخادمة.
والسادسة: لا تستغني عن الخادمة، فعدد أفراد أسرتها كبير، ومتطلباتهم كبيرة تستلزم وجود من يعاونها، بشرط أن يكون ذلك تحت إشرافها، كما أن معاملة الخادمة بطريقة حسنة أدعى لتجنب مشاكلها.
والسابعة ذكرت: أنها وبعد تعرضها للاستغلال والسرقة من قبل مكتب استقدام الخادمات، وجدت أن قيامها مع أفراد أسرتها بتدبر شؤون المنزل نشر جواً حميماً من الألفة والمشاركة والتقارب بينهم، وهذا أجمل شعور تحظى به أسرة، فضلاً عن تعزيز حس المسؤولية والنضج لدى الأبناء.
والثامنة: قطعت أرجل الخادمات عن منزلها بعد أن أفشين أسرارها، وجعلنها وجبة دسمة لثرثرة الجارات.. وهي تعيش الآن مرتاحة البال، مستمتعة بخصوصية منزلها.
والتاسعة: لا تريد أماً بديلة في بيتها تقوم بمهامها، وإن أجبرتها الظروف ستحصر عمل الخادمة في تنظيف المنزل فقط.
والعاشرة قالت: مظهري الاجتماعي لا يسمح لي بالاستغناء عن الخادمة، ولمَ لا أتمتع بالراحة والدعة بدلا من الانغماس في المطهرات ومواد التنظيف ورائحة البصل، فهذا ليس واجبي.
وأخرى قالت: أفضل الخادمة المؤقتة، تعاونني ثم تذهب، ولا يتعلم أبنائي الاتكالية والكسل وحياة الخمول وخاصة الفتيات.
وقبل الأخيرة قالت بعصبية: أنا أغار على زوجي، ولا أريد خادمة في منزلي
أما الأخيرة.. فتناولت هاتفها الجوال وكتبت لزوجها:
في زمن كثر فيه اللغط حول الخادمات، أنا لا أزال أرفع شعار لا لخادمة تنظف بيتنا، وتحضر طعامنا، وتغسل ثيابنا، وربما تسعدك بسرعة تنفيذ أوامرك، أنا لست خادمتك، ولكنك زوجي وشريك حياتي، ومن حقك علي أن أهتم بشؤونك وأدق تفاصيلك بنفسي، أن أضيف نكهتي على كل ما يتعلق بك، أن أكون مسكناً مريحاً جميلاً تأوي إليه بعد تعبك وجريك في هذه الحياة.. أنا لست من نساء العصر الغابر والكل يعلم ذلك، ولكن هذه هي أنا، وأنت تقدرني حق قدري، وكلٌ ميسرٌ لما خُلق له في هذه الحياة.
- الرياض