|
بريدة - عبدالرحمن التويجري
تحتضن أرض مهرجان ربيع بريدة 33 في عريق الطرفية هذه الأيام منافسة شديدة ومتجددة من نوع آخر، تضاف إلى الألعاب التنافسية والمشوقة التي يزخر بها موقع المهرجان، ويشارك فيها جميع زوار وقاصدي فعاليات المهرجان ضد طرف واحد لا يرونه، بل يحسون به.
فمع انخفاض درجات الحرارة إلى ما يقرب من الصفر المئوي، تستمر سجالات الكر والفر ما بين زوار المهرجان وبرودة الطقس الشديدة التي عمت الكثير من مناطق المملكة في هذه الأيام، مجسدة روح الإصرار والعزيمة التي تخطت أقسى الظروف المناخية، في سبيل الاستمتاع بما يجده الزائر من فعاليات وبرامج أثرت وقته، وشغلت يومه بما يشبع رغباته ورغبات عائلته.
وكما أن مهرجان ربيع بريدة 33 يزخر بالعديد من البرامج والفعاليات الشبابية والعائلية التي اجتهدت اللجنة التنظيمية في إقامتها، إلا أن المتجول بين زوايا وأركان المهرجان يلحظ وبكل وضوح أن الزائر للمهرجان كبيراً أو صغيراً يخوض بدافع من رغبة في معايشة الحماس والإثارة التي تتسم بها برامج المهرجان، نزالاً يومياً ومتكرراً مع البرودة الشديدة للطقس، الذي لا يمر يوم من أيام المهرجان إلا ويتغلب فيه التنوع والتعدد على أجواء الطقس الباردة في استقطاب الجمهور، ما يعكس النجاح الكبير الذي راهن على تحقيقه منظمو ورعاة المهرجان.
150 سيارة في أكبر تجمع للسيارات التراثية والكلاسيكية:
في ميدان السيارات التاريخية والكلاسيكية تقدمت امرأة مسنّة يرافقها ابنها، وقد توقفت أمام سيارة من نوع جيب بلونه الأحمر والأبيض موديل 1976م ونزلت وتفقدته جيداً وسألت عن صاحب السيارة وطلبت شراءها واتفقت على دفع مبلغ 50 ألف ريال، لأنه يمثل لها ذكرى جميلة إنها سيارة والدها، حيث أرادت أن تعيش ذكرى جميلة ورحلة حج كانت متميزة تقول إنها برفقة والدها -رحمه الله- وكانت فريضة حجي آنذاك فهو تاريخ جميل وأردت شراء السيارة لتكون في منزلي أعيش معها أجمل الذكريات.
وعلى نحو آخر تشاهد وتسمع « لبّيك اللهم لبيك» في مجموعة من كبار السن وهم يركبون أحد السيارات (ستيك بدي) إحياءً لذكرى الحجاج عندما كانت السيارات التاريخية وسيلة النقل الأشهر آنذاك.
وفي المقابل تكتظ ساحة السيارات التاريخية في مهرجان ربيع بريدة 33 بالزوار والذي يحمل كل واحد منهم كاميرا الجوال ليوثّق زيارته ويصور مع السيارات التاريخية في مشهد مزج الماضي بالحاضر وحتى النساء كان لهن نصيب المشاهدة والتوثيق.
المعرض يفتتح عند الواحدة ظهراً ويغلق عند الثامنة مساءً, فيما يستقبل الزوار في خيمة بمساحة 300 متر ضيافة وقهوة وتمر وحفاوة وكرم. رئيس فريق السيارات التراثية والكلاسيكية عبدالله السلامة أكد أن الفريق يشارك في مهرجان ربيع بريدة 33 بقوة، حيث يحتوي الموقع على عدد 150 سيارة مشاركة من جميع مناطق المملكة والخليج العربي تم تأمين السكن والإعاشة من إدارة المهرجان لجميع المشاركين، إضافة إلى تقديم جوائز بقيمة 26 ألف ريال للمشاركين في سباق التحمل، وتكفل إدارة المهرجان بضيافة المشاركين والزوار.
لجنة التحكيم تعمل على تقييم المشاركات لاختيار أجمل وأندر وأقدم سيارة من حيث جودة البدي وسلامته من التعديلات والهيكل والبوية وتاريخ السيارة ونظافتها من حيث المحركات وغيرها من الأمور الفنية.
وقد تم تقسيم المعروض من السيارات على أربعة أقسام قسم الونيت من موديل 1948م وحتى 1967م وقسم الكلاسيك من موديل 1931م وحتى 1964م وقسم تويوتا من موديل 1966م وحتى 1984م وقسم الداتسون من موديل 1962م وحتى 1977م.
أحمد بن عبدالله العراده رئيس فريق متحف السيارات في الكويت أكد أن مشاركة الكويت جاءت برغبة ودعم من حكومة الكويت بميزانية مفتوحة وذلك إيماناً منا بأن القصيم يتفوقون في هذه الهواية ولديهم وفرة من الهواة واهتمام كبير من المنطقة بهذه الهواية الجميلة، العرادة وصف مهرجان ربيع بريدة بأنه الأفضل والأكبر على مستوى الشرق الأوسط بقوة المشاركين وعددهم والذي تجاوز 150 مشاركاً من مختلف مناطق المملكة إضافة إلى دول الخليج. هذا ويقام يومياً مزاد لبيع السيارات على هواة السيارات التاريخية.
المسرح البيئي في ربيع بريدة.. ثقافة وتفاعل وجوائز للحضور
حظي المسرح البيئي بالسوق الشعبي لمهرجان ربيع بريدة 33 بحضور كبير من الأسر التي تابعت عروضاً مرئية ومسابقات منوعة كانت على قدر كبير من التثقيف والتفاعل بين الجمهور من الجنسين وأيضاً للأطفال نصيب من الحضور والمشاركة.
ويوالي المسرح عروضة المنوعة خلال أيام المهرجان حسب جدولة مدروسة لتحقق التوازن بين المتعة والترفية والفائدة المبنية على حاجة المجتمع للتوعية في جوانب الحياة وما يحقق الحفاظ على البيئة التي تحيط بنا وفهم ماذا يعني الاخلال بالاتزان البيئي.