|
الجزيرة– نواف المتعب - ندى الربيعة
قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -يحفظه الله - مخاطبا منتدى التنافسية الدولي السادس مساء أمس في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الضيوف الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يسرني في هذا المساء المبارك أن أشارككم هذه المناسبة بافتتاح فعَاليات منتدى التنافسية الدولي في دورته السادسة الذي يهدف لترسيخ مفاهيم التنافسية ونشر ثقافتها بين شرائح المجتمع وقطاعات الأعمال عبر هذه التظاهرة السنوية التي أصبحت منبراً دولياً يتم فيه بلورة الأفكار والرؤى حول التنافسية وصياغة الفكر العالمي حول مفاهيمها وتطبيقاتها.
الإخوة الحضور
إن المملكة تعطي الأولوية لرفع مستوى معيشة المواطن، وتحقيق الرفاهية والاستقرار، وتوفير فرص العمل ، بتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة بمعدلات مرتفعة.
حيث تبنت المملكة مفهوم التنافسية لإدراكها بأنه يساعد على الارتقاء بمستوى أداء مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، كما يساهم في تنويع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد الوطني، الأمر الذي يخلق فرصا وظيفية جديدة، وزيادة معدلات تكوين منشآت الأعمال، ومن ثم زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
الحضور الكرام
إن تحسين مناخ الاستثمار ورفع تنافسية بيئة أداء الأعمال هو الطريق الأقصر نحو زيادة معدلات الاستثمار المحلي والأجنبي، الذي يعتبر المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي.
ولقد أدى اهتمام المملكة برفع تنافسية اقتصادها إلى حصولها على المرتبة الأولى في الشرق الأوسط و الثانية عشر عالميا وفقاً لتقرير سهولة ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي عام 2011م، وحصول المملكة على المرتبة (17) عالميا في تقرير التنافسية الدولي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
الإخوة والأخوات الحضور
يعقد منتدى التنافسية هذا العام تحت عنوان ريادة الأعمال والتي تهدف إلى إنشاء مؤسسات جديدة أو تطوير مؤسسات قائمة حكومية أو خاصة قائمة على تبني الأفكار الإبداعية واستثمار الفرص الجديدة.
كما نطمح أن تكون ريادة الأعمال فكر وسلوك يتبناه القطاعان العام والخاص، وذلك بما ينسجم مع جهود الدولة نحو دعم أصحاب الشركات الناشئة وتوفير البيئة الاستثمارية المناسبة للشباب كي يصبحوا رواد أعمال يوفرون الفرص الوظيفية لهم ولغيرهم من أبناء وبنات الوطن باعتبارهم شريحة مهمة لمستقبل الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية .
في الختام
أشكر جميع الإخوة القائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم كما أشكر الإخوة في الهيئة العامة للاستثمار على جهودهم المبذولة لنجاح لفعاليات هذا اللقاء ، متمنياً لهذا المؤتمر كل التوفيق والنجاح وأن يحقق الآمال المرجوة منه والتي تعزز قدراتنا التنافسية وترقى إلى مستوى طموحاتنا. متمنيا للضيوف طيب الإقامة في المملكة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ومن جانبه أوضح مدير عام منتدى التنافسية الدولي الاستاذ عبدالله الغريب في كلمته أن اقامة المنتدى تحت عنوان «ريادة الأعمال» جاء نظرا لأهمية فكر واساليب ريادة الأعمال في رفع تنافسية الاقتصاد الوطني و في تطوير أداء القطاعين الحكومي والخاص والأثر الهام الذي يضيفه التعاون والمبادرات المشتركة بين القطاعين و أهمية استغلال الفرص ومواهب الشباب القادر في مختلف المجالات وتحويل الباحثين عن عمل إلى أرباب أعمال ومستثمرين يقومون بتوفر وظائف لهم ولغيرهم من أبناء وبنات الوطن .وقال الغريب: إن أكثر من 104 متحدث من أهم رواد الأعمال في العالم شاركوا حتى الآن في فعاليات منتدى التنافسية الذي لا يصدر التوصيات ولكنه يطلق مبادرات محددة يتم تنفيذها في العام التالي وقد بلغ عدد المتقدمين لمبادرات المنتدى هذا العام 2300 من أبناء وبنات المملكة وسيتم خلال الأيام القادمة تكريم الفائزين الذين تم اختيارهم وفقا لمعايير دقيقة وفقا لكل مبادرة .
بعد ذلك ألقى فهد حميد الدين رئيس قطاع التسويق في الهيئة العامة للإستثمار كلمة الهيئة العامة للاستثمار حيث نوه أن تنظيم الهيئة العامة للاستثمار هذا المنتدى يأتي لتحقيق العديد من الأهداف من أهمها بلورة الأفكار والرؤى حول مفهوم التنافسية من قبل شخصيات قيادية عالمية ومحلية ليصبح أحد أهم المنابر العالمية لمناقشة ودراسة القضايا المتعلقة بالتنافسية وتوظيف نتائج المنتدى وخلاصة حواراته في تطوير أداء الهيئة العامة للاستثمار والجهات الحكومية ذات العلاقة بالاستثمار، وجذب الاستثمارات المشتركة والأجنبية إلى المملكة عبر تعريف المتحدثين والمشاركين العالميين في المنتدى بمزايا بيئة الاستثمار في المملكة وتحفيزهم على الاستثمار فيها.
وأكد حميد الدين على أن نجاح هذا المنتدى ينعكس على صورة بيئة الاستثمار في المملكة وسمعتها في المحافل الدولية والتجمعات الاقتصادية الكبرى. وأشار رئيس قطاع التسويق في الهيئة العامة للإستثمار أن المنتدى يركز على تنافسية ريادة الأعمال ومناقشة التطورات المتسارعة في هذا المجال وكيف أن الإبداع والابتكار وما يمتلكه رواد الأعمال من مهارات وطموح أصبحت عوامل قادرة على فتح آفاق جديدة وتحقيق مزيدا من النمو في فترات قياسية للشركات القائمة وتمكن شركات ناشئة ومشاريع فردية صغيرة في فترات وجيزة من منافسة شركات عريقة والتفوق عليها . كما أن فكر ومبادرات ريادة الأعمال لا تقتصر على القطاع الخاص بل أصبح مطلوبا من الجهات الحكومية تبني هذا الفكر وتنميته . وتطرق حميد الدين إلى أن الهيئة تبنت العديد من المبادرات الهامة لزيادة تنافسية القطاعين العام والخاص والأفراد من أبناء وبنات المملكة وتم تنفيذها بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين ومن ضمنها مبادرة المائة شركة سعودية الأسرع نموا والتي تهدف إلى رفع مستوى أداء وإنتاجية الشركات الصغيرة والمتوسطة وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وفي تدريب وتوظيف أبناء وبنات الوطن . وكذلك المؤشر السعودي للتنافسية المسؤولة للشركات الملتزمة بمسئوليتها الاجتماعية وفقا لعمل مؤسسي احترافي وتهيئة مناخ العمل الملائم لتطوير موظفيها والتي تنعكس على أدائها وإنتاجيتها ويزيد من قدراتها التنافسية، والذي يقيس المسؤولية الاجتماعية للشركات ولا يقتصر على رصد البرامج الاجتماعية وممارسات الشركات في مختلف المجالات وأثرها على المجتمع. والمبادرة الثالثة هي برنامج السعودية - أكسفورد التي تهدف إلى الارتقاء بمهارات القيادات التنفيذية الواعدة في القطاعين الحكومي والخاص حيث يتم سنويا إلحاق عدد من القيادات الشابة في الأجهزة الحكومية وشركات القطاع الخاص ببرنامج تدريبي تم تصميمه بالتعاون مع جامعة أكسفورد إضافة إلى عدد من الملتقيات المتخصصة التي تعقد خلال العام . وأخيراً هي مبادرة الشباب الأكثر تنافسية في مجالات التقنية والابتكار والفنون وتهدف إلى نشر ثقافة الإبداع والابتكار وتعزيزها لدى أفراد المجتمع.
الجدير بالذكر أن جلسات المنتدى لهذا العام تسلط الضوء على “تنافسية ريادة الأعمال” من مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بما فيها تنافسية القطاعات الحكومية والخاصة والشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة وكذلك عوامل الفشل والنجاح وكيفية الاستفادة من التجارب الماضية، حيث سيتنوع الطرح خلال الجلسات ما بين تجارب عالمية واقليمية ومحلية وكيفية انعكاس هذه التجارب على الاقتصاد بشكل عام ، وكذلك كيفية الاستفادة من هذه التجارب على المستويين المحلي والعالمي.