ماذا تعني لك الحياة الزوجية؟
كان هذا هو السؤال الذي طرحه مقدم البرنامج الحواري في إحدى القنوات الفضائية المهتمه بالحوار البناء والحرص على نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وبدأ النقاش، وتفاوتت الإجابات والمداخلات، فبين من قال: إن الحياة الزوجية عطاء واستقرار، استكمال لنصف الدين، مسؤولية، تضحية، واجبات لكل طرف على الآخر، شراكة بين زوجين تقوم على المودة والرحمة، بناء أسرة وأطفال، العفة وغض البصر، الأمان المادي، سنة الحياة وديدنها، مظهر اجتماعي، انتهاء للحرية وبداية القيود، الإحساس بالعاطفة والأنس.. وذلك من وجهة نظر كل شخص.
وانتهى البرنامج، وعاد مقدمه إلى بيته منهك القوى كالعادة، فهو أقل ما يُقال عنه بأنه مدمن عمل، ودائم الانشغال، ولا يجد متعته إلا في إنجازاته العملية وما عدا ذلك لا يعنيه.
وكالعادة أيضاً استقبلته زوجته بهدوئها المعتاد وابتسامتها وهندامها المرتب، وكان منزله كعادته نظيفاً تفوح منه الروائح العطرية، وبينما كانت تحضّر له طعامه كان هو يتأملها ويعلم جيداً أنها تشعر بفراغ ووحدة لانشغاله الشديد عنها، ومع ذلك ورغم عدم فائدة النقاش بينهما في هذا الأمر، إلا أنها لا تقصّر في واجباتها أبداً، فباغتها فجأة بذات السؤال الذي وجهه لضيوف برنامجه، فلمعت عيناها وابتسمت وقالت: الحياة الزوجية بالنسبة لي هي أن تكون معي.. ولأول مرة في حياة هذا المحاور الناجح المبدع قوي الحجة.. لم يستطع الرد!
ومضة:
لعلهم على حق من قالوا بأن حياة الرجل هي نجاحه في عمله، ولكن مكمن سعادته وأمانه بلا منازع، هو امرأة فاضلة تكون بقربه.
- الرياض