بريدة - خاص بـ «الجزيرة»:
خالف فضيلة مساعد رئيس محاكم منطقة القصيم رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ببريدة الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الربعي القائلين بوجود ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي، وقال: من خلال عملي وتخصصي في القضاء وما عرض علي من خلافات زوجية وطلبات من الزوجات للطلاق أو الفسخ أو تقديم من الزوج لطلب إثبات الطلاق ابتداء بدون نزاع فإنني أقول إن هذه الأمور لم تصل إلى حد الظاهرة المخيفة ولكنها في نظري مشكلة لا بد من دراسة أسبابها وكيفية علاجها عبر جهات وباحثين وممارسين ومن هم في الميدان من رجال ونساء والخروج بنتائج وتوصيات تحد من الأرقام المعلنة والإحصائيات التي تصدر عن طريق الجهات المختصة بعدد حالات الطلاق وهذا نداء أوجهه إلى وزارات العدل والشؤون الاجتماعية والشؤون الإسلامية.
جاء ذلك في سياق إجابة فضيلته على سؤال لـ «الجزيرة» حول ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي، مما وصف بالظاهرة، وما الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، وما الوسائل المثلى لمواجهة «ظاهرة» الطلاق، والحد منها؟
وقال الشيخ الربعي: هناك أسباب مبررة لطلب المرأة الطلاق أو الفسخ من زوجها لما يقع عليها من ظلم ظاهر وقهر متعمد من قبل الزوج الذي لا يراعي للزوجة حقها ولا للأسرة مكانتها فتراه ممتنعاً عن إعطاء الزوجة أبسط حقوقها الشرعية ناهيك عما يقع عليها من ضرب وإهانة وسوء عشرة لا تطاق، لافتاً إلى أن في المحاكم لجان صلح تبذل جهوداً مشكورة للحد من ارتفاع نسب الطلاق والحيلولة دون تفكك الأسرة وضياعها.
وفي ذات السياق، شدد فضيلة مساعد رئيس محاكم منطقة القصيم على ضرورة أن تتضافر الجهود لإيجاد علاج ناجع لهذه القضية الأسرية الهامة من خلال إقامة الدورات التأهيلية قبل الزواج لبيان حقوق الزوجين. والتوعية المستدامة بهذه الحقوق ومراعاتها والقيام بها عبر القنوات الإعلامية والمؤسسات التعليمية والمناهج التربوية والمساجد ومراكز الأحياء وإني على يقين بإذن الله -عز وجل- بأنه إذا تضافرت الجهود بهذه الصفة فإننا سوف نجني من ذلك بيوتاً آمنة مستقرة وأسراً تبني ولا تهدم وتنتج عطاء وخيراً للبلاد والعباد، مؤكداً على النتائج الإيجابية للاستقرار الأسري على أمن المجتمع في أخلاقه واقتصاده وفكره وتعامله وتجانسه وما لذلك الأثر الإيجابي من التخفيف من الأعداد البشرية في السجون ودور الملاحظة والتربية والمصحات النفسية.
وكان فضيلة رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ببريدة، قد قال في مستهل إجابته: لقد شرع الله الزواج وجعله من سنن المرسلين فقال سبحانه: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} (3) سورة النساء، وقال جل وعلا: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}، والزواج من المواثيق الغليظة التي أخذها الله سبحانه وتعالى على الزوجين فقال سبحانه: {وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}، ولا شك أن استدامة النكاح وبقاء عقد رباط الزوجية أمر مستحب، ولكن استدامته دائما أمر مستحيل ولذلك شرع الله الطلاق عند وجوده وتحقق حاجته وأسبابه وآيات الطلاق وأحكامه كثيرة في القرآن الكريم مما يدل على أهمية الالتزام بها وتطبيق أحكامها.