من أشد الآفات التي تعاني منها الأمم عبر تاريخها الطويل آفة ما يسمى بالفساد ومعاوله من الفاسدين والمفسدين ممن انقطعت صلته بمبادئ وقيم دينهم الإسلامي الحنيف وفقدوا أي معنى للوطنية والغيرة على الوطن والمواطن ولهذا فهم كما الداء الذي يسري في جسم المجتمعات مسبباً له الكثير من الأذى والإعاقة وهو أحد مظاهر الجهل والتخلف.. ولهذا سعت الدول إلى سن القوانين والأنظمة بمحاربته مثلما يصير السعي لإنشاء الأجهزة الرقابية وإناطة مهامها ومسؤوليتها لذوي القدرة والكفاءة والأمانة والإخلاص في العمل.. وصولاً لدرء هذا الداء وشل قدراته المتمثلة في عناصره من الفاسدين والمفسدين ممن لا ينهاهم عن فعل ذلك دينهم الذي هو شأن الأمة في العمل والتعامل ونبراسها الذي تسير عليه وكما في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومثلما ذهبت إليه حكومتنا الرشيدة والموفقة حين قامت بإنشاء هيئة مكافحة الفساد والتي تعقد الآمال عليها في تحقيق النجاح لمراد القيادة والأمة في محاربة الفساد والمفسدين.. ولعل ما يزيد من حجم التفاؤل بالوصول إلى النجاح ما صار من إناطة مثل تلك المهام والمسؤوليات بهذه الهيئة وعلى أهميتها لرجل عرف بامتلاكه لثراء المعرفة والخبرة والكفاءة والنزاهة الأستاذ محمد الشريف والذي يتمنى الجميع له التوفيق والنجاح في عمله ولأن الفساد والعبث بشؤون الأمة مما تآبه المروءة وتنكره فإن واجب كل مواطن إظهار أعلى درجات التعاون الكامل والمخلص والصادق مع هذه الهيئة والمسؤولين فيها فمثل ذلك مما يعد واجبا وطنيا علاوة على كونه واجبا دينيا ومن باب التعاون على البر والتقوى البر بالوطن والبر بالمواطن.
إن المسؤولية كبيرة ومن الحق أن تنال من كل مواطن الدعم والتشجيع فمثل ذلك واجب الجميع وعلى الجميع القيام به.