بحكم أنني مُقبل على «مرحلة خطيرة» من العمر، والسنين تتسارع بشكل «رهيب»، فإني أحرص على التواجد بين عدد من «الشيبان» و»كبار السن» المتقاعدين ضمن «دوريتهم الأسبوعية» المنتظمة ولقاءاتهم المستمرة، لأشعر دوماً «بالشباب» و»الحيوية»..!.
طبعاً الهدف «سامحني الله» التميّلح أمامهم بأن العمر لازال «أمامي»، وأنّ «الحياة حلوة»، فأنا آخر من يحضر دوماً، بحكم «المشاغل» حتى لو كنت «فاضياً» و»أول» من يغادر!! تجدهم «متسدحين» أمام «باب الاستراحة» تحت أشعة الشمس التي «غابت»، والهدف «يتلاحقون» ما بقي من «فيتامين D»..!.
عموماً منذ «أسبوعين» وأنا أشعر «بمفارقات عجيبة» فهم «يتوشوشون» فيما بينهم بعيداً عني وأنا «فتى الشلة» وأصغرهم سناً؟! ويخبئون شيئاً ما؟! ويسكتون عن الحديث فور ما أنّ انتبه للمتحدثين؟!.
الجميع بدا «أكثر نشاطاً» وحركته خفيفة عن «ذي قبل»، اختفت ظاهرة «التسدّح»، و»نوم الفجأة» الذي كان البعض «مُصاباً به»، بل هناك من أصبح يتحدث عن «بطولاته العنترية» أيام الصبا «للمرة الأولى»!!، وهناك من عادة «نظارة وجهه «من جديد..؟! شعرت أن هناك نوعاً من «التمييز العمري»!! مممممم هناك «أمر يدور في الخفاء»..؟!.
السّر «يا أصدقائي» هو «بروشور» عن فوائد شراب «الأثرياء» وفاكهة «هايتي» الساحرة «النوني» والتي نُسجت حولها «الأساطير»، حتى قيل إنّ هناك «دراسات غربية» تؤكد فوائدها «الصحية»، وسحرها العجيب في إعادة بناء «خلايا الجسم» وأنّها أفضل اكتشاف علاجي «طبيعي» في القرن الأخير، وهي تُباع في دول الخليج «بسعر باهظ»..!!.
طبعاً بحثت ووجدت بعض «الدراسات» التي تقول: إنّ عصير «فاكهة النوني» الذي بدأ ينتشر ويُباع في «الصيدليات» يُعالج أعراض الحساسية بنسبة «84%»، والشيخوخة بنسبة»78%»، والنشاط والقوة بنسبة «87%» والسرطان بنسبة «65%» والمفاصل بنسبة»81%» والسكر بنسبة «84%»..... الخ يعني لا يوجد مرض «ما عالجه» شراب «النوني»!!.
لا أعرف حقيقة «صحة هذه الدراسات»، ولكن لو كانت هذه «حقيقة» لوجدت «الهايتين» أنفسهم «أصحاء» أكثر من «غيرهم» بحكم توفر هذه «الفاكهة» في بلادهم..!.
آخر «الإحصائيات» تتحدث عن أنّ معدل أعمار «الهايتيين» لا تتجاوز «50 سنة» فقط، وأنّ وفاة من هم دون «14 سنة» كبير، مما دعا «مُنظمات دولية» للبحث في المشكلة الصحية» الهايتية»..!!.
وبالعودة «لشيباننا» فهم لا زالوا «مُصّرين» على «تجربة النوني»، وإن كانت فوائده بدأت عليهم قبل تناوله..!!
مما يدل على أنّ المشكلة «نفسية بداخلنا»، ولا نحتاج معها لفاكهة «الهايتيين»، والعلم عند الله...!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net