الجزيرة - هبة اليوسف
كشف الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور عدنان أبو عامر في حديث خاص للجزيرة إعلان الهيئة القومية الإسرائيلية تشكيل لجنة لمواجهة القرصنة الإلكترونية، استعانت فيها بأكثر من 300 خبير تقني إسرائيلي، للعمل على توفير الحماية من الهجمات التي طالت أجهزتها في الأسابيع القليلة الماضية والقيام بهجمات مضادة للعدو "الهاكرز"، معلنة ما يسمى "بحرب السيبر" وذلك بعد اختراق مواقع شركات بطاقات الاعتماد التي تعود لمواطنين إسرائيليين والوصول إلى آلاف المشتركين والعبث بحساباتهم، والقيام بهجمات على الشبكة الالكترونية للبورصة في مدينة تل أبيب ومواقع شركة الملاحة الجوية "العال" مما أدى لسقوط الموقعين في آن واحد،محدثة حالة هلع في العاصمة الإسرائيلية "تل أبيب". وأوضح أبو عامر أن الإعلام الإسرائيلي يعكس القلق الشديدة التي تعيشه إسرائيل الآن إزاء هوية الهاكرز حيث استعانت بخبراء من أوروبا وأمريكا والصين واليابان للكشف عن هويته والسيطرة على هذه الهجمات التي تهدد البنية التحتية للجهاز الإسرائيلي. ونفى الدكتور عدنان تواصل المخترق مع أي من الصحف الإسرائيلية لكشف هويته مبينا أن الإعلام الإسرائيلي لم ينشر عن هويته سوى أنه شاب يعيش في أمريكا اللاتينية وقد يكون سعودي الجنسية. موضحًا قلق إسرائيل من أن يكون الهاكرز سعودي الجنسية. وذلك خوفًا من امتداد عداواتها مع الدول مما يسفر عن توسع رقعة الأعداء لاسيما وأنه لا يوجد عداوات معلنة بينها وبين المملكة. وشكك الخبير بالشؤون الإسرائيلية في مصداقية ما ينشره الإعلام الإسرائيلي حول الهاكرز وذلك كون الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قد تبث رسائل استخباراتية عبر وسائل الإعلام لمحاولة الكشف عن المخترق واستدراجه ومن ثم القيام بعمليات وقائية للعالم الافتراضي.
وأشار ابن عامر إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق أن الاتفاقيات الدولية حول الجرائم لا تشمل الجرائم الإلكترونية وبالتالي لا يمكن لأي دولة أخرى التدخل فيها موضحًا أنه يجب على إسرائيل معالجة القضية بطريقة تقنية لا قانونية. مبينًا خلال حديثه أنه بالرغم من حلول إسرائيل ضمن العشر الأوائل للدول المتقدمة تقنيًا إلى أن هذا الاعتداء أسفر عن ضعف في نظام شبكاتها الحاسوبية والتي استطاع هاوي اختراقها بسهولة والتلاعب بها.
فيما أدى تصريح نائب وزير خارجية إسرائيل داني أيالون في التلفزيون الإسرائيلي إلى قيام قراصنة فلسطينين باختراق الموقع الرسمي لنائب الوزير وذلك ردًا على تهديده بإطلاق صواريخ. والذي قال فيه: إن الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها آلاف بطاقات الائتمان في بلده هي "اعتداء إرهابي" سيتم التعامل معه بجدية. موجهًا رسالة لكل من يحاول إلحاق الأذى بإسرائيل أو التخطيط لأي أعمال خطيرة ضدها في الفضاء الافتراضي، فحواها أن هؤلاء الأشخاص لن يكونوا بمنأى عن الانتقام والمحاسبة من طرف إسرائيل". وقال أيالون: "إنه ينبغي لإسرائيل أن تقتدي بالولايات المتحدة التي أوضحت أن أي استهداف لفضائها الإلكتروني سيكون بمثابة إعلان حرب وأنها سترد عليه حتى بإطلاق صواريخ إذا اقتضت الضرورة ذلك".