انتهى الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين، وبدأت كالعادة تغريدة (آه يا ليل ما أطولك)؛ فقد دعت وزارة الثقافة والإعلام قرابة الألف مثقف من المملكة وخارجها، في جميع فروع الثقافة، ومنذ البداية وأنا أتابع برنامج الملتقى بحرص وعناية؛ فمنذ وصولنا للمطار قمنا بالاتصال لمعرفة ما إذا كان هنا في المطار شخص سيكون في استقبال الضيوف؛ فأخبرونا بأنه لا يوجد، ومنه استقللنا سيارة الأجرة للفندق الذي لم نعرفه إلا تلك اللحظة، وفي الفندق وجدنا حفاوة الاستقبال الجميل من قِبل لجنة العلاقات. استلمنا غرفنا، وعدنا لمعرفة البرنامج؛ فلم يكن هناك برنامج مطبوع في هذا اليوم، وسارت الأمور حتى توجهنا اليوم التالي لمقر الفعاليات، وبدأ البرنامج بحضور عدد قليل من المدعوين، وعدد قليل من الإعلاميين، وفي الندوة الأولى علق الدكتور محمد آل زلفة فيش مداخلته بالترحيب بالألف مدعو، وهو يشير بيده إلى الحضور الذي لا يتجاوز المائة إن بالغنا.
دار حديث طويل بين اللجنة والمدعوين الذين لم يتجاوبوا، والذين حضروا للفندق ولم يحضروا الفعاليات، وهذا كان مؤسفاً في الحقيقة؛ كيف يقبل أن يكون ضيفاً لهدف تفعيل الحراك الثقافي وهو لا يؤمن بهذا الحراك؟
البعض كان متذمراً من البداية؛ فكان مُحبطاً للغير، ومُؤثراً بشكل سلبي كبير في الرأي العام للتقليل من أهمية الملتقى، وحتى اليوم الأول هم يرددون العبارات نفسها التي تبدو وكأنها مجرد نقد من أجل النقد. والمؤسف حقاً أنه حتى هؤلاء المتذمرون لم نجدهم مهتمين بالحضور للندوات ولا اللقاءات، فقط نجدهم في المطعم، أو في بهو مركز الملك فهد الثقافي، وحينما تنتهي الندوات تبدأ رحلة جديدة نحو الحوار، وبالطبع يحتدم النقاش في العودة للفندق في الحافلة، وكأن الحافلة أصبحت مكاناً أكثر اتساعاً للنقاش من القاعة التي لا تتاح للمتداخلين بطرح رؤيتهم بشكل كاف، وهنا يستحضرني الفوضى العارمة للمنظمين، في وقفتهم وتجمعهم ونقاشهم المستمر وسط القاعة، وكذلك الضيوف واستخدامهم الهواتف النقالة التي لا تهدأ.
أما في الفندق، الذي كان مسرحاً للحوار والنقاش واللقاءات بين المثقفين والإعلاميين، فقد كان مكملاً للأهداف التي رسمتها وزارة الثقافة والإعلام لهذا الملتقى الجميل، الذي كان - بالفعل - محفلاً للأدب والفن والثقافة والإعلام.
خرجنا ونحن نمتلك العديد من العلاقات الجميلة، تحاورنا وتسامرنا وتعارفنا، وبالتأكيد سوف يستثمر كل منا هذا اللقاء للارتقاء بثقافتنا.
فنان وناقد تشكيلي