طلب الشاعر الكبير الأستاذ أحمد الصالح «مسافر» نسخًا من ديوانه (عيناك يتجلى فيهما الوطن) من ناشر الديوان الأستاذ عبدالله العوهلي صاحب دار العلوم ليأتي بها معه ساعةَ اجتماع بينهما، ويبدو أن استعجال أبي راكان العوهلي جعله يقع على سلم الدار فلا يأخذ الديوان ولا يحضر الاجتماع فكانت أبيات أبي محمد الصالح، «وألف سلامة لناشرنا المثقف القدير»:
ديوان «عيناك» قد أوجعت ليلتنا
ما هكذا الحب بالأحباب تؤذينا
تركت مسحة حزن في جوانحنا
وما رعيت لنا في الحب غالينا
ألم تكن لأبي راكان سابقة
في نشر ما أبدعوا فناً ومضمونا
وسرت في كل قطر تحت رايته
مكرماً وبأيدي الناس يتلونا
يتلون ما كنت أغليه وما احتفلت
به القصائد من ذكرى أماسينا
فكيف جئت لتؤذيه وتوقعه
لا بارك الله في شعر يُبكِّينا
أصبت فينا مساءً من رعى أدبا
في دارة أبدعت نشرا وتدوينا
سلمت دوماً أبا راكان من ألم
من عثرة آلمت كتفاً وعرنينا
ولا أصابك مكروه تحاذره
ولا حماقة من وصاك - آمينا -
وعشت وارف عز لا تكدره
حوادث الدهر عرّابّا لنادينا
ولا أصابك ديوان بعثرته
يرعاك ربك أحباباً وأهلونا