يقدم العمل والحراك الكبير الأخير لإدارة نادي الاتحاد والداعمين لها رسائل فصيحة واضحة وجلية في عدة اتجاهات، رسائل للغير على طريقة (كلام للي يفهموه)، وهذه الرسائل تبدأ من العقود (الكبيرة) التي أبرمتها الإدارة مع لاعبين محترفين محليين وأجانب، وأيضًا المعلومات التي تنتشر عن صفقات قادمة محلية وخارجية أولى الرسائل التأكيد على أن هذا النادي كبير وعريق ولا ينحني للعواصف وهو قادر على تجاوزها وسريعًا، متى كان هناك عملٌ وكان علاجًا للأخطاء واستثمار الظروف والأوضاع والأحوال، وهو ما حدث بالعودة العملية لسمو الأمير طلال بن منصور والظهور القوي لأعضاء شرف داعمين فاعلين يتقدمهم عيد الجهني، بالإضافة إلى قيام أعضاء من مجلس الإدارة بالإسهام في الجوانب المالية وهو ما يفعله سامر المحضر على غير المعتاد..
أما أهم الرسائل -من وجهة نظري- فهي الرسالة الموجهة لعدد من لاعبي ونجوم الفريق الكبار ممن لا تزال عقودهم سارية وتبقى منها عامان أو ثلاثة، ومن اللاعبين الذين تتمسك بهم الإدارة وتدعهم حتى وهم لا يقدمون مستوياتهم، والذين ما أن تراجع وهبط مستوى الفريق وساءت نتائجه، وظهرت بوادر أزمات مالية خانقة حتى شمروا ملابسهم ولملموا حقائبهم، وهموا بالذهاب والرحيل عن الفريق، بالبحث عن عقود في أندية أخرى، أو إبداء رغباتهم في شراء ما تبقى من عقودهم مع الفريق، وتلك (أنانية) مفرطة جدًا وتنكر مبكر و(هروب) يحسب عليهم، خصوصًا أنهم لم يكونوا متضررين، فعقودهم سارٍ مفعولها كما هي وبمزاياها، ولم يكن ليختلف أو يتغير عليهم شيء لا من حيث التأخير في الرواتب فهو حاصل باستمرار ولا من حيث تقسيط ما تبقى من مقدم العقود وهو وارد أيضًا، وإدارة النادي حرصت على طمأنتهم والتأكيد لهم أن ما يحدث أمر وقتي وأن العودة ستكون سريعة، وتلك مسؤوليتهم بالدرجة الأولى، ومن واجب النادي الذي أغدق عليهم بالفرصة والبروز والمال والشعبية والجماهيرية (وكل ذلك مستحق لهم) أن يصبروا وأن يقفوا معه ويدعمونه حتى يتجاوز أزمته، وعلى الأقل حتى تنتهي (عقودهم) الحالية وعندها يحق للاعب الذي يريد أن يغادر الذهاب، حيث شاء، على الأقل تحت غطاء الاحتراف وعندها لن يجرؤ أحد على أن يقول: إنه (هروب).
عقوبة الغير بجريرة آخرين
هددت لجنة الانضباط نادي الهلال بإقامة مباراة له بدون جمهور في حالة تجددت مخالفة جماهيره وخروجهم المتكرر في المباريات، وقبل أن يحدث ذلك أرى من وجهة نظري أن عقوبة إقامة مباراة فريق من غير جماهير هي عقوبة ظالمة، ليس للفريق المعني وإنما للفريق الآخر المقابل، فالعقوبة تنسحب علي وهو لا ذنب له فيها، ولنفترض على سبيل المثال أن العقوبة صدرت بحق الهلال وكانت المباراة التالية لإقرارها أمام النصر، فهل ستطبق، وهل يعقل ذلك، وما ذنب النصر وجماهيره لحرمانهم من مباراة مهمة ومنتظرة بخطأ لا علاقة ولا ذنب لهم فيه؟ وحتى إذا كانت المباراة لفريق قادم من خارج الرياض وليكن الاتفاق (مثلاً) ما هو ذنب جماهيره في الرياض التي تنتظر مباراة تقام مرة واحدة في العام ولا تتكرر في الدوري للحضور ومشاهدة فريقهم ولاعبيهم فيحرمون من ذلك من غير ذنب، بل الاتفاق (وهو المثال هنا) يستطيع كثير من جماهيره الحضور إلى العاصمة لمشاهدة المباراة لقرب المنطقة الشرقية، فما هي جريرتهم ليحرموا من ذلك.. ليت لجنة الانضباط تعيد النظر في المواد التي تقر هذه العقوبة واستبدالها بنقل المباراة إلى ملعب وأرض الفريق الآخر، وذلك أرحم حتى لا يعاقب جمهور نادٍ بجريرة غيره.
كلام مشفر
تقسيط مقدم العقد أو تأخير الرواتب للاعبي الاتحاد أمران حاصلان باستمرار ولم يكن ذلك جديد على لاعبي الفريق يبرر لمن طلبوا شراء ما تبقى من عقودهم وربما الذي اعترى أولئك اللاعبون هو الخوف من ألا تكون هناك (مكافآت) فوز في المباريات بعد أن أصبحت نتائج المباريات سيئة.
لمن يمكن أن يقول: إن الاتحاد تعاقد مع عبده عطيف بعد أن اشتري عقده من الشباب فهل ذلك أيضًا هروب؟ والأمر مختلف بالتأكيد، فالشباب يعيش حالة استقرار وتكامل، وهناك خلاف مع اللاعب، والنادي طلب منه البحث عن نادٍ آخر، وأصبح من حقه أن يطلب شراء ما تبقي من عقده.
بعد أن بدأت الصفقات ظهر تجديد الثقة في لاعبين (انتهت صلاحيتهم) والمفترض أن يحدث العكس تماماً، وأن تكون الصفقات (تدعيماً) لخطوة التشبيب وإحلال الشباب لا أن تكون إحباطاً لهم وإبقاء للعواجيز، خطوات التصحيح لا ينفع معها خطوات ترقيع.
اليوم بعد غياب طويل يخوض الفريق الاتحادي مباراته في المدينة وسط حضور كبير متوقع لجماهيره التي ظلت تنتظره طويلاً وترتب من أول الأسبوع لملاقاته ومؤازرته، الخوف أن يصدمها الفريق، فيحقق الأنصار أول فوز له في الدوري، أو أول نقطة يحصل عليها.