أساس الحل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، الذي أجمع عليه كل الوسطاء من أمريكان وأوروبيين وروس وحتى الفلسطينيين والإسرائيليين، يقوم على إقامة دولتَيْن، واحدة للإسرائيليين، وأخرى للفلسطينيين، تعترف كل منهما بالأخرى، ويرتبطان باتفاقيات تكفل الأمن والسلام، وتحقق الحقوق الشرعية للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين.
هذا الأساس الذي أصبح أهم مرجعيات التفاوض بشر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتحقيقه قبل نهاية عام 2011، إلا أنه انقضى عام دون أن يتحقق أي شيء!
أما لماذا لم يتحقق هذا الهدف الذي يسعى إليه الجميع فسبب ذلك أن هناك تخريباً متعمداً له من قِبل الإسرائيليين، وهو ما أوضحه نائب رئيس وزراء بريطانيا نيك كيلغ، الذي اعتبر الاستيطان الإسرائيلي تخريباً متعمداً، يهدد حل الدولتين.
أما رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فقال بعد مباحثاته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «إن الوقت ينفد أمام حل الدولتين ما لم نتحرك قدماً الآن؛ لأنه ما لم نفعل فستزيده الوقائع على الأرض صعوبة؛ ولهذا تبقى لمشكلة المستوطنات هذه الأهمية الكبيرة».
تأكيدات رئيس الحكومة البريطانية ونائبه لخطورة وجود المستوطنات والتوسع في إقامتها وتوسيعها تجمع عليها جميع الأطراف، التي أكدت في مناسبات عدة أن بناء المستوطنات يسبب ضرراً بالغاً لعملية السلام، وهو ما دفع الزعيمين البريطانيين إلى وصفه بأنه وصل إلى حد «فعل التخريب المتعمد الذي يهدد حل الدولتين»، ويؤكد نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كيلغ أنه «بمجرد أن تضع وقائع مادية على الأرض يصبح من المستحيل أن تحقق شيئاً اتفق الجميع منذ سنوات على اعتباره الهدف النهائي.. إنه عمل من أعمال التخريب المتعمد للقاعدة الأساسية التي قامت عليها المفاوضات لسنوات وسنوات».
هذا القول لا يقتصر على البريطانيين؛ إذ يشاطرهم الروس والعرب، وحتى الأمريكيون الذين لم يفعلوا شيئاً لوقف حلفائهم الإسرائيليين عن الاستمرار في إقامة المستوطنات، إلا أنهم يحمونهم من الضغط الدولي، ولا نقول معاقبتهم على تخريبهم المتعمد هذا؛ لأن أمريكا بكل إداراتها المتعاقبة تحمي إسرائيل حتى عند ارتكابها الأعمال التخريبية؛ ولهذا فإن حل الدولتين في طريقه إلى الضياع؛ ما سيدفع الفلسطينيين إلى البحث عن طرق وأساليب تقربهم من استعادة حقوقهم المسلوبة التي يفعل الإسرائيليون كل ما من شأنه عدم تحقيقها في ظل الحماية غير المحدودة من الأمريكيين.