لنجوم الفن والمجتمع في الدول الغربية قصب السبق في خدمة مجتمعاتهم سواء بتبرعات أو مشاركات في الفعاليات والجمعيات الخيرية، وبحسب تقرير صدر مؤخرا، فلقد احتلت النجمة الأميركية (ليدي جاجا) المركز الأول في تصنيف المشاهير الأكثر حباً للقيام بأعمال خيرية كان من أبرزها مكافحة مرض الإيدز، وفي المركز الثاني جاء النجم الكندي الشاب (جاستن بيبر) بفضل مساعدته لإحدى المنظمات الإنسانية في إنشاء (41) مدرسة في لاوس ونيكاراجوا وجواتيمالا، أما المركز الثالث فكان من نصيب النجم جورج كلوني.وحتى نجوم المجتمع من سياسين ورجال أعمال وغيرهم لهم مساهمات خيرية نوعية حتى خارج بلدانهم وإن شابها أحيانا أجندات مختلفة! وليس ببعيد ما كانت تقوم به الأميرة ديانا من جولات وأعمال خيرية، لأنهم ببساطة يؤمنون بأن النجم أيًّا كان موقعه وفي أي سماء يشع عليه مسؤولية كبيرة، وفي مجتمعنا ما يزال الكثير من الفنانين والمشاهير يتقاعسون عن أداء هذا الدور الاجتماعي الخيري والتطوعي، ولعل لذلك علاقة تتماس مع غياب ثقافة العمل التطوعي في المجتمع بشكل عام. لكن هناك مبادرات يمكن الإشادة بها مثل مشاركات الفنان فايز المالكي الاجتماعية وهي صفة تحمد له فهو يشارك المستشفيات والجمعيات الخيرية برامجها، وليس لذلك كما اعتقد علاقة بتعيينه سفيرا للنوايا الحسنة إذ إنه كان يمارس هذا الدور التطوعي قبل ذلك، ولا أستطيع الحصر لكن الفنان يوسف الجراح له مثل هذه المشاركات التي كلها تصب في تأسيس العمل التطوعي للفنان، وتسوق لفكرة أن الفنان يمكن أن يقدم خدمات اجتماعية وإنسانية وإنه قريب من المجتمع ومناسباته، ومؤخراً قام كل من الفنانين فايز المالكي وعبد العزيز المبدل وأحمد العليان ومرزوق الغامدي وفيصل العيسى بالمشاركة في حفل ترفيهي وعرض مسرحي في مجمع الأمل بالرياض شارك فيه الفنانون مجانا لصالح فئة المتعافين، وهذه ليست المرة الأولى لهم، وفي اتصال هاتفي مع الفنان عبد العزيز المبدل قال: إنه يشارك في كثير من المناسبات الخيرية، وإنه ينوي مع بعض الزملاء تأسيس جمعية الفنانين (الإنسانية) لتقوم بالوساطة بين الفنان والجهة الخيرية أو المستشفيات للترفية عن النزلاء وتقديم العروض التوجيهية والترفيهية للمرضى ولعل هذه الجمعية في حال إنشائها تتوسع مهامها إلى أبعد من ذلك، النجوم من اللاعبين أيضا لهم مثل هذه المشاركات ولكنها قليلة رغم الحب الكبير لهم عند جماهيرهم! وفيسماء العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية يختفي الكثير من نجوم الطرب والاقتصاد والطب وغيرهم، لتصبح المادة للأسف هي المحرك لنشاط الشخص دون إحساسه بمسؤوليته الاجتماعية تجاه من يحتاجون إلى تواجده معهم ليشاركهم ويدعم أنشطتهم !ولقد كان للفنان خالد عبد الرحمن مشاركة متميزة مع أطفال يوم المهرجان اليوم العالمي والذي أقيم مؤخرا في مركز الملك فهد الثقافي وكان لها أكبر الأثر في إعطاء صورة إيجابية عن الفنان ودوره في المجتمع، بل أن الفنان خالد أبدى استعداد مفتوحا للمشاركة في كل نشاط إنساني وخيري يخدم أبناء وطنه بحسب تصريح أدلى به في المهرجان، وهنا لا بد لنا من تقديم الشكر لكل النجوم الذي يخدمون المجتمع ويقدمون صورة إيجابية عن (النجم) وعن دوره في مجتمعه. وفي نفس الوقت نرسل بطاقات العتب لكل المشاهير أيًّا كان مجالهم والذين يبخلون على أبناء مجتمعهم ويترفعون عن مشاركتهم إلا بمقابل مادي، لذلك فمكانهم ما يزال في خانة المقصرين وعليهم ألا يتفاجأوا إذا وجدوا صفحة مساهماتهم التطوعية (بيضاء) لا تسر الناظرين!
alhoshanei@hotmail.com